افتتحت الجلسة بعنوان “المسرح والتنمية المستدامة” ضمن محور “المسرح وما بعد العوالمة” في الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برئاسة الدكتور سامح مهران، وأدارها د. دينا أمين، وشارك فيها هاندان سالتا (تركيا)، هايدي وايلي (ألمانيا) وجيليانا كامبانا (الولايات المتحدة).
أكدت د. دينا أمين في افتتاحها أن المسرح كفن حي يتحمل اليوم مسؤولية مضاعفة، ليس فقط في التعبير عن قضايا الإنسان بل أيضًا في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية، وذكرت أن الهدف من الجلسة فتح حوار عميق حول دور المسرح في تحقيق التنمية المستدامة.
طرحت هاندان سالتا في ورقتها تساؤلاً أساسياً عن مدى قدرة العروض المسرحية المستمدة من السياق المحلي على الحفاظ على أصالتها وقيمتها في ظل العولمة المتزايدة، مشيرة إلى أن السياسات الاقتصادية العالمية فرضت تحديات كبيرة على الفرق المستقلة جعلت إنتاج عرض واحد مكلفاً وصعب التحقيق، مما دفع بعض الفنانين لاستهداف جمهور المهرجانات الدولية الذي قد لا يتفاعل بعمق مع قضايا المجتمعات المحلية.
قدمت هايدي وايلي عبر كلمة مصورة رؤية المسرح الأوروبي لمواجهة التحديات البيئية وتغير المناخ، مشددة على أن القطاع المسرحي في أوروبا بدأ يتحرك بخطوات عملية نحو الاستدامة والحياد المناخي، وذكرت أن البداية كانت بتشكيل لجنة “المسرح الأخضر” داخل الاتحاد والتي سعت للوصول بصالات العرض الأوروبية إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2030، ثم تحويل هذا الهدف إلى التزام رسمي في 2021 عبر ميثاق العمل المستدام.
عرّفت جيليانا كامبانا المسرح البيئي بأنه نوع لا يقتصر على خلفيات طبيعية في العرض بل يضع القضايا البيئية في قلب التجربة المسرحية ليخلق مساحة للحوار ويثير التعاطف ويحفز المجتمعات على الفعل تجاه التغير المناخي، وأشارت إلى أن جذور هذا الاتجاه تعود إلى الستينيات مع رواد مثل ريتشارد ششنر الذين أعادوا تعريف فضاء العرض وكسروا الحاجز الرابع لدمج الجمهور في الفعل المسرحي.
أوضحت كامبانا أن مبادئ المسرح البيئي تتضمن التركيز على العلاقة بين الإنسان والطبيعة، والتحول إلى ممارسات إنتاج صديقة للبيئة مثل استخدام مواد معاد تدويرها وتقليل السفر والانبعاثات، والارتباط بالمكان واستلهام القصص محلياً، مع تسليط الضوء على قضايا العدالة البيئية والاجتماعية ودعوة الجمهور للمشاركة والحوار، مؤكدة أن المسرح البيئي امتداد لحركات العدالة الاجتماعية والمناخية والاقتصادية وأنه بات منصة للتفكير والعمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.