سرّني أن أُدعَى للحديث عن أستاذنا الراحل هناء عبد الفتاح خلال ندوة تكريمه في محور “رد الجميل” ضمن فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
ربطني به علاقة وطيدة، وعندما عدت بذاكرتي إلى الوراء ظهرت لي ملامح لم أكن أنتبه لها أثناء حياته، وبعد رحيله بدأنا ندرك حقًا معنى أن يكون الإنسان رجل مسرح.
عرفت رجل المسرح بأنه من يجمع بين الفكر والفلسفة والإبداع والإخراج والتمثيل، وهي صفة نادرة لا تُمنح إلا لقلة من المسرحيين. في المسرح العربي كان يوسف وهبى وسعد أردش من أبرز من جسدوا هذا المعنى، والدكتور هناء عبد الفتاح ينتمي بحق إلى جيل الرواد ويستحق وسام المسرح لما تركه من فكر وفلسفة وعطاء إبداعي.
وجدته متواضعًا جدًا، وهي سمة العلماء الكبار؛ بدأ التمثيل منذ طفولته وشارك في فيلم “الفتوة” مع فريد شوقي، ونشأ نشأة فنية استثنائية، وكان ابنًا لأحد أهم نجوم الإذاعة في عصرها الذهبي، مما منح مسيرته جذورًا راسخة وتجربة فنية مميزة.
عن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
يُعد المهرجان من أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إتاحة الفرصة للعروض المسرحية التجريبية من مختلف دول العالم، ويهدف إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين الشعوب والتعريف للجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي، ويوفر نافذة للمسرحيين حول العالم للاطلاع على تطورات المسرح في مصر والبلاد العربية.