انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات قمة الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية (EHS AI Summit) التي نظمتها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ضمن المعرض العالمي للصحة والتكنولوجيا الصحية بمركز دبي التجاري العالمي، حيث تناقش القمة خلال يومين ستة محاور رئيسة تشمل توسيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، تنمية المواهب، وبناء قدرات وطنية في الحوكمة والأخلاقيات.
الصحة الرقمية
أكدت مباركة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي والمدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن القمة محطة استراتيجية لتعزيز ريادة الدولة في الصحة الرقمية، وأن المؤسسة تسعى لترسيخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار الصحي وتسريع التحول نحو أنظمة صحية ذكية تقودها القيم الإنسانية والمعرفة. وشدّدت على أن المؤسسة تتبنى أحدث التقنيات لرفع كفاءة الخدمات الصحية بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، معتبرة الذكاء الاصطناعي منظومة قادرة على تحسين جودة الرعاية وتسريع التشخيص وتخصيص العلاج مع الالتزام بأعلى معايير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحوكمة البيانات، وأن القطاع الصحي ينتقل من نموذج التشخيص والعلاج إلى نموذج التنبؤ والوقاية.
مرتكزات مستقبلية
أوضحت المؤسسة أنها تواءمت مع الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 لضمان اعتماد آمن ومسؤول وقابل للتوسع للذكاء الاصطناعي في الصحة، مع تركيز الرؤية على ثلاثة محاور: دمج الذكاء الاصطناعي في الصحة والعافية، بناء كوادر وطنية مؤهلة لعصر الذكاء الاصطناعي، وضمان موثوقية وأمان التطبيقات. ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يشهد نمواً واسعاً حيث يستكشف 85% من قادة القطاع إمكاناته أو يستخدمونه، وأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي انتقلت من التجربة إلى الاستخدام اليومي مع تسجيل أكثر من خمسة ملايين زيارة طبية شهرياً عبر تقنيات مدعومة به.
قصة نجاح
قدمت المؤسسة نظام «غياث لإدارة الطوارئ والأزمات» كنموذج متقدم للاستعداد المؤسسي، وهو منظومة إلكترونية متكاملة تهدف إلى رفع جاهزية المرافق الصحية وإدارة العمليات الحيوية والموارد بشكل لحظي وضمان استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر وفق معايير وطنية ودولية. ويتميز النظام بلوحة تحكم مركزية تعرض مؤشرات الموارد وتوفر إحصاءات ورؤى لصناع القرار، ويتيح تنفيذ خطط الطوارئ والاستجابة السريعة مع قدرة عالية على التعافي. وشملت التحديثات الأخيرة إدخال التحقق الآلي للموارد من نقاط الاتصال في الإدارات، وإضافة خصائص ذكاء اصطناعي للتنبؤ مثل روبوت محادثة ذكي، وأدوات لتحليل تأثير الأعمال والتنبؤ بالطلب على وحدات الدم، وتطوير تقرير المخزون الاستراتيجي الشهري وصيغ تحافظ على المستويات على مدار العام، والتكامل مع خدمات الإسعاف الوطنية وغرف التحكم في المستشفيات للتنبيه والمتابعة المباشرة. كما تم تفعيل لوحة متابعة للأمراض المعدية بالتكامل مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والوزارة المختصة، وإضافة خاصية إنذار لمرضى الربو أثناء تقلبات الطقس، مما يعزز الاستجابة المبكرة ويحسن جودة الرعاية واستدامة الخدمات الصحية.