استهل مركز تريندز للبحوث والاستشارات سلسلة فعالياته البحثية والعلمية في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025، فشارك كشريك استراتيجي وعقد على منصة «تريندز» بمركز إكسبو الشارقة جلسة حوارية بعنوان «الاتصال من أجل الغذاء الآمن» بمشاركة أكاديميين وباحثين وخبراء، وأدارها سيف النعيمي الباحث في المركز.
شدد المشاركون في الجلسة على دور الاتصال الحكومي والإعلام الفعّال في تعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه الغذاء، بدءاً من ترشيد الاستهلاك، مروراً بالقضاء على الهدر الغذائي، ووصولاً إلى تشجيع الإنتاج المحلي كركيزة لجودة الحياة والاستقرار المجتمعي.
قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، إن تأثير تغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي زاد حالة اللايقين الغذائي، مشيراً إلى أن نحو 2.6 مليار شخص يعانون ضعف القدرة على تحمل تكلفة نظام غذائي صحي، وحوالي 700 مليون يعانون جوعاً مزمناً، فيما يصاب نحو 600 مليون شخص سنوياً بأمراض نتيجة طعام غير آمن وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.
أوضح العلي أن مواجهة هذه التحديات تتطلب زيادة تمويل الأمن الغذائي والتغذية واستخدام الموارد المتاحة بفعالية أكبر، مؤكداً أن الاتصال الحكومي يمكن أن يساهم في ذلك عبر تطوير الرسائل الحكومية وتحسين الاستهداف لتعديل السلوكيات وضمان تدوير أمثل للغذاء.
أشار إلى أن دعم ممارسات الإنتاج المحلي وتطوير أدوات الاتصال يبني سلامة غذائية مرنة في الشركات، ويعزز القدرات والاعتماد على أنظمة رقمية محسنة، مؤكداً أهمية الاستباقية في الاتصال الحكومي باستخدام الإعلام الرقمي وصناعة المحتوى لتطوير رسائل تمنع الهدر وتعزز دعوات سلامة الأغذية والشراكات مع القطاع الخاص وأصحاب المصلحة.
نوّه العلي إلى أن الإمارات تبنّت منذ 2018 نهجاً متقدماً في توظيف الاتصال الحكومي ضمن رؤيتها الوطنية واستراتيجية الأمن الغذائي 2051 لتكون الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي يتيح فرصاً لتطوير الاتصال وتعزيز جهود تدوير ومكافحة الهدر الغذائي.
أكد دميتري فاديموفيتش ستاسيوليس، رئيس المنظمة الدولية للتعاون الأوراسي، أهمية توجيه الاتصال والإعلام نحو ضمان تجارة عادلة وشفافة وتكافؤ فرص الوصول إلى المواد الخام والمنتجات لكل من المنتجين والمستهلكين، والعمل على إزالة الحواجز الصناعية بما يسهم في الأمن الغذائي العالمي، وذكر أن البرازيل اقترحت خلال رئاستها لمجموعة العشرين 2024 «التحالف العالمي ضد الفقر والجوع» لتسريع الجهود نحو القضاء على الجوع والفقر بحلول 2030.
أكّد البروفيسور جواو بوسكو مونتي، رئيس المعهد البرازيلي الأفريقي، أن الاتصال الحكومي له دور حيوي في تعزيز سلامة الغذاء باعتبارها مسؤولية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص والأفراد، وأن للحكومات فرصة فريدة لنقل معلومات دقيقة في زمن انتشار الشائعات والأخبار المضللة.
الإمداد الغذائي
أوضح محمد خلفان الصوافي، الباحث في العلاقات الدولية، أن الأزمات الدولية والصراعات أظهرت هشاشة النظام الغذائي العالمي مما تسبب بمعاناة دول غير منتجة للغذاء وانتشار أوبئة وأمراض، مشيراً إلى أن أزمتي كوفيد-19 والحرب الروسية – الأوكرانية مثالان على هذه الهشاشة، وأن بعض الأطراف استخدمت التجويع كسلاح في الحروب رغم تجريمه دولياً.
أشار الصوافي إلى أن التحديات أمام الحكومات تتعلق بتهديد واستمرار سلاسل الإمداد واضطرابها لأن الاعتماد المتبادل بين الدول يتطلب تعاوناً لضمان المنافع المشتركة، مبيناً أن مسألة الاكتفاء الذاتي تراجعت في ظل تشابك المصالح ونشوب الحروب وتهديد بعض الممرات البحرية بما يهدد استقرار الإمداد.