رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل يؤثر ما تأكله على شخصيتك وصحة عقلك وسلوكك؟

شارك

تبدو فكرة أن الطعام قد يغيّر شخصية الإنسان غريبة للوهلة الأولى، لكنها لم تعد بعيدة عن العلم مع تقدم علوم الأعصاب وعلم النفس والتغذية.

البحث العلمي والاتجاه الجديد

أظهرت دراسات حديثة علاقة واضحة بين أنماط الأكل والسمات النفسية؛ فالأشخاص الأكثر وعيًا وانضباطًا يميلون إلى أنظمة غنية بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، بينما الذين يعانون من القلق أو التقلبات العاطفية غالبًا ما يلجأون إلى الأطعمة السكرية والدهنية فيما يُعرف بالأكل العاطفي.

الشخصية والاختيارات الغذائية

يميل المنفتحون اجتماعيًا إلى استهلاك كميات كبيرة من الفاكهة والخضار لكنهم لا يترددون في تناول الوجبات السريعة بسبب طبيعة حياتهم المليئة بالتجمعات، أما العصبيون فكثرُ استهلاكهم للسكريات والدهون يزداد عند الشعور بالضغط النفسي، في حين أن الأشخاص ذوي الضمير الحي والانضباط يحافظون على وجبات صحية يعكسها استقرار نفسي وأداء عقلي أفضل.

دور الأحماض الدهنية والالتهابات

ارتبط انخفاض مستويات أحماض أوميغا‑3، الموجودة في الأسماك الزيتية مثل السلمون والماكريل، بزيادة العصبية والتركيز على الأفكار السلبية، كما أن ارتفاع معدلات الالتهاب في الجسم يؤثر سلبًا على الذاكرة والانفعالات، ومن هنا يبرز النظام الغذائي المتوسطي كأحد أكثر الأنظمة دعمًا لصحة الدماغ وتقليل الالتهابات.

تجارب عملية

أظهرت تجربة في السجون أن تزويد المساجين بمكملات غذائية غنية بالفيتامينات والأحماض الدهنية أدى إلى انخفاض واضح في السلوكيات العدوانية والانفعالية، ما يعكس قدرة التغذية على تحسين التحكم في الانفعالات حتى في بيئات صعبة.

الميكروبيوم: بكتيريا الأمعاء والشخصية

تشير أبحاث حديثة إلى أن تنوع بكتيريا الأمعاء قد يربط بين الطعام والسلوك؛ فالتنوع الأكبر ارتبط بميل الأشخاص إلى أن يكونوا أكثر اجتماعية وانفتاحًا، بينما قلة التنوع ارتبطت بالقلق والتوتر، وتجارب على الفئران دعمت أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن تؤثر في السلوك مباشرة.

يبقى العلم في بداياته في بعض هذه المجالات، لكن الأدلة المتزايدة تدفعنا لإعادة النظر في اختياراتنا الغذائية، فالغذاء ليس مجرد طاقة بل قد يكون جزءًا من هويتنا ويؤثر في مشاعرنا وسلوكياتنا على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة