أكّد معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس القمة العالمية للحكومات، أن البشرية تقف على مشارف منعطف تاريخي يتطلب تعزيز الاستباقية والجاهزية لتحويل التحديات إلى فرص، وأن سر نجاح الحكومات في مواجهة تسارع المستقبل يكمن في التحرك بسرعة أكبر من المتغيرات وبشكل استباقي.
خلوة السفراء
نظمت مؤسسة القمة العالمية للحكومات بالتعاون مع وزارة الخارجية خلوة السفراء بحضور أكثر من 100 سفير ورئيس بعثة دبلوماسية داخل الدولة، وشاركت فيها معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل ونائبة رئيس القمة، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي ونائب رئيس القمة، بهدف تبادل الرؤى وتعزيز الشراكات الدولية لاستشراف وتصميم حكومات المستقبل.
أوضح القرقاوي أن خلوة السفراء تمثل محطة سنوية لتقوية التعاون الدولي وأن سفراء الدول الشقيقة والصديقة شركاء أساسيون في نجاح القمة وتوسيع أثرها حتى أصبحت أكبر تجمع للحكومات عالمياً.
منصة لتبادل الخبرات والإنجازات
بيّن القرقاوي أن القمة منذ انطلاقتها عام 2013 شهدت مشاركة أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة و3070 متحدثاً وحضوراً تجاوز 48,000 مشاركاً، وعُقدت عبر منصتها نحو 100 مذكرة تفاهم واتفاقية؛ وأن القمة أصبحت أكبر منصة لتبادل الخبرات الحكومية ومن خلال منتدياتها المتخصصة، خصوصاً منتدى تبادل الخبرات الحكومية الذي يحوّل المعرفة إلى تنفيذ من خلال استراتيجيات مستقبلية.
ذكر أن القمة استضافت نماذج عالمية متميزة مثل المنتدى الوزاري لحكومة البرازيل حول التحول الرقمي وورشة لوزارة التجارة الأميركية حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، وأن فعالياتها وصلت إلى ملايين المتابعين محققًة نحو مليار انطباع إعلامي عالمياً، كما أوجدت جائزة أفضل وزير في العالم لتكريم القيادات الحكومية.
الاستطلاع العالمي والدعوة للتحرك
أشار القرقاوي إلى نتائج استطلاع القمة مع شركاء المعرفة (PwC) التي أظهرت أن 74% من الحكومات تحتاج إلى موارد مالية لتأهيل الكوادر، و68% تواجه تحدياً في الحفاظ على المواهب، وأكثر من 30 حكومة غير مستعدة للمستقبل، لافتاً إلى أن هذه النتائج تدعو إلى تحرك مشترك لتحويل التحديات إلى فرص، ومثمّناً دور السفراء في توسيع مشاركة الحكومات ونقل أفضل الخبرات.
مستقبل القمة
كشف القرقاوي أن الدورة المقبلة ستشهد تنظيم أكثر من 200 جلسة وإطلاق 15 تقريراً استراتيجياً ومشاركة أكثر من 400 متحدث وأكثر من 80 من قادة المنظمات الدولية والإقليمية، وستستضيف أكثر من 6000 من قادة الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، كما ستنظم بالتعاون مع حكومة الإكوادور النسخة الثانية من المنتدى الاقتصادي والاستثماري الذي أطلقه رئيس الإكوادور دانيال نوبوا.
إعادة تعريف الدبلوماسية التجارية
أدار مجلس الجلسة المعنونة «إعادة تعريف الدبلوماسية التجارية» دبي بالهول، وتحدث فيها معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية، مشدداً على أن الموقع الجغرافي المتميز للإمارات جعلها نقطة التقاء عالمية، وبناء الدولة على هذه الميزة رؤية لتعزيز التعاون التجاري وتحفيز العلاقات الدولية، مع التأكيد على أهمية بناء الثقة من خلال الحوار المفتوح وتوسيع الاتفاقيات الثنائية والتركيز على النمو المستدام.
أكّد المشاركون أن الدبلوماسية التجارية أصبحت أداة محورية لضمان النمو المستدام وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد وتوسيع التعاون الاقتصادي الدولي، وأنها تساهم في صياغة مسارات اقتصادية جديدة في ظل التحولات المتسارعة.
الدبلوماسية الاستراتيجية
ناقش المشاركون في جلسة «الدبلوماسية الاستراتيجية: مسارات تعاونية من أجل مستقبل مشترك» أهمية وضع أطر دبلوماسية مبتكرة تعزز الثقة وتفتح مسارات جديدة للشراكات العابرة للحدود، وشارك فيها الدكتور سمير ساران رئيس مؤسسة أوبزرفر ريسيرش فاونديشن في الهند، وسفير سيراليون لدى الإمارات رشيد سي ساي.
السيادة المبرمجة والذكاء الاصطناعي
استعرضت البروفيسور سُميترا دوتا، عميد كلية سيد للأعمال بجامعة أكسفورد، رؤاها حول «السيادة المبرمجة» مؤكدة ضرورة تعزيز التنافسية والثقة الرقمية، وطرحت سؤال ما هو الذكاء الاصطناعي المناسب لكل مجتمع، مشددة على أهمية تصميم السياسات والاستراتيجيات بما يراعي الخصوصيات الثقافية والحضارية لكل مجتمع، وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على أساس تلك الخصوصيات مع الاهتمام بعناصر سلاسل الإمداد الخاصة بالذكاء الاصطناعي.