رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لينة المجالي.. الجمال لا يصنع إعلامية، وهذه أصعب لحظاتي على الشاشة

شارك

لم تكن مجرد مذيعة تقرأ الأخبار بوجه جامد على الشاشة، بل امرأة صنعت من حضورها هوية، ومن صوتها بصمة. لينة المجالي، التي عرفها الجمهور بالرصانة والجدية، تخفي خلف الكاميرا حكايات مليئة بالمفاجآت، المواقف الطريفة، والخيبات التي تحولت إلى قوة.

في هذا الحوار الصريح، تبوح لينة بأسرار لم تقلها من قبل: كيف غيّرت طفولتها المدللة مسار حياتها؟ لماذا وجدت نفسها أسيرة السياسة رغم أنها لم تكن خيارها الأول؟ ما القصة وراء لحظة الغدر التي قلبت الموازين؟ وهل الحب غائب عن يومياتها أم ينتظر توقيتاً مختلفاً؟

بين محطات النجاح، واستراحات المحارب، وتحديات الجمال والكفاءة في عالم الإعلام… تكشف لينة المجالي عن وجهها الآخر، بكل جرأة وصدق.

دبي – الإمارات نيوز

1. كنت الطفلة المدللة في العائلة… هل كان هذا سبباً في نجاحك أم في أن البعض اتهمك بأنك “مدللة المهنة” أيضاً؟

كوني مدللة لم يجعلني ذلك اتكالية، عندما تغمرني عائلتي بالحب والاهتمام والدعم منذ صغري، يشعرني ذلك بالثقة بالنفس والاكتفاء الذاتي، بحيث أصبحت لدي القدرة على الاعتماد على نفسي، وهذا أحد أسباب النجاح. أما في العمل لم أُتهم بذلك.

2. أي موقف محرج تتذكرينه من مشاركاتك المبكرة في الغناء أو المسرح ما زال يلاحقك حتى اليوم؟

في أحد الاحتفالات المهمة يضم وزراء وسفراء وشخصيات مهمة، نسيت كلمات الأغنية وتوقفت للحظة عن الغناء، والطريف في الأمر أن الحضور بدأ يغني معي لأتذكرها.

3. كونك من عائلة لها ثقل سياسي وفني… هل فتح هذا لكِ الأبواب بسهولة، أم جعلك عرضة لاتهامات “الواسطة”؟

تعرضت لاتهامات بالواسطة وحوربت كثيراً بسببها، رغم أنني لم أستغل ذلك يوماً ولا أقبل به، ما جعلني أواجه عدة عقبات. ولكن أقولها بالفم الملآن، لا أحد له فضل علي طوال مسيرتي، فكل مرحلة وكل خطوة كانت بمجهودي الخاص.

4. هل شعرتِ يوماً أن لقب “الابنة الكبرى” كان عبئاً أكبر من كونه ميزة؟

أعتبرها ميزة. لكن بالنسبة لي فكرة أنني الأخت الأكبر في العائلة تجعلني دائماً أشعر لا إرادياً بالمسؤولية تجاه عائلتي، حتى وإن كانوا ليسوا بحاجة لي، لا أعلم لماذا! ولا أعلم إذا كان هذا شعور الأخت الأكبر في أي عائلة.

5. ما أصعب موقف واجهتِه على الهواء مباشرة وأردت وقتها أن تختفي من الشاشة؟

لا يعتبر صعباً لدرجة أن أختفي عن الشاشة، تحصل أحياناً مواقف طريفة مثل محاولة السيطرة على تعابير وجهي لموقف مضحك يحصل في غير وقته على المباشر، أو أن تأتيني العطسة وأنا أقرأ .. وهكذا!

6. بين قناة وأخرى كنت تنتقلين بسرعة… هل كان ذلك بحثاً عن الأفضل أم هروباً من صراعات داخلية وضغوطات؟

ليس انتقال سريع بقدر ما هو انتقال طبيعي لفرصة أفضل تضيف لرصيدي الإعلامي، وهذا ما اتبعته منذ بداية مسيرتي حتى الآن، بل أجده أمراً صحياً لي. فأنا على قناعة أن الخبرة ليست بطول المدة في المكان نفسه، بل باختلاف التجارب، إلا إذا كانت المؤسسة نفسها توفر تلك الفرص، وإلا فهو روتين لعمل متكرر. لكن ليست كل المحطات التي تركتها كانت لهذا السبب، مثلاً إحداها كانت لظروف تتعلق بالشركة ما أدى لتوقف بثها.

7. الإعلام بالنسبة لك: حب دائم، أم علاقة حب/كراهية فيها الكثير من الصراعات الداخلية؟

حب وشغف دائمان منذ الصغر. بالنسبة للصراعات الداخلية فهي واردة حتى لو كنت شخصاً مسالماً، فهناك من يرعبه نجاحي، ويرى وجودي معه تهديداً له، لكن لا ألتفت لها. أما إن أصبحت تؤثر سلباً بشكل شخصي، فالحل هو مغادرة المكان دون تفكير، فلا أستطيع البقاء في بيئة سامة وغير مهنية.

8. هل شعرتِ يوماً بالندم لأنك اخترتِ الإعلام مهنة، وكنتِ تتمنين لو اخترت طريقاً آخر؟

لا لم أتمنى يوماً ذلك، فكوني في هذا المجال لم يمنعني من خوض أي مسار آخر إلى جانب الإعلام.

9. فترة “استراحة المحارب”… هل هي فعلاً استراحة اختيارية أم إجبارية بعد صدمات وخيبات؟

فعلاً هي استراحة لم تكن بالحسبان في البداية، لكنها أتت في وقتها بأن قررت الابتعاد لفترة عن الشاشة، أعيد فيها ترتيب أهدافي وخططي وأفكاري، والتركيز على أمور أخرى.

10. ما الشيء الذي لا يعرفه جمهورك عنك، وربما يفاجأ إن علم به؟

الجميع يعرف أنني مذيعة أخبار سياسية، مع العلم أن طوال مسيرتي قدمت العديد من البرامج الاجتماعية والاقتصادية، وعملت في مجال التعليق الصوتي والوثائقيات والإعلانات. لكن ما لا يعرفونه هو أنني لا أحب السياسة، ولم أخترها بل هي اختارتني.

11. هل تعتقدين أن الشكل والحضور أهم من الكفاءة اليوم في اختيار المذيعين؟ وهل شعرتِ يوماً أن جمالك استُخدم ضدك أو لصالحك؟

الشكل والمظهر اللائق مهمان، لكنه لا يغني عن الكفاءة. سمعت من الكثير يدعون أن جمالي هو سبب دخولي هذا المجال، ويضحكني الأمر حقيقة. لا مشكلة لدي أن يكون جمالي عاملاً مساعداً، لكنه ليس السبب الرئيس، وهذا سبب النجاح والاستمرارية.

12. لو طُلب منك أن تعترفي بأكبر خطأ مهني ارتكبته على الهواء، ماذا سيكون؟

لم أتعرض لأي خطأ مهني فادح، فأنا حريصة جداً على أن أكون بكامل تركيزي ومهنيتي.

13. هل تؤمنين بصفات برجك فعلاً، أم تستخدمينها كذريعة لبعض التصرفات؟

أنا من برج الحوت، تعجبني صفاته كالحس الفني والحدس العالي، لكن تبقى صفات عامة لا تحدد شخصيتي.

14. الحب بالنسبة لكِ الآن: أولوية مؤجلة أم جرح مفتوح؟

الحب ليس أولوية في حياتي، لكن إن وجد مع الشخص المناسب لا أرفضه. أنا أعيش في حالة حب دائمة مع نفسي.

15. ما أصعب نكسة شخصية أو مهنية كسرتك من الداخل ولم تظهريها للناس؟

لا أعتبر أنني مررت بنكسة كسرتني. كل المواقف الصعبة صقلتني وجعلتني أقوى.

16. هل وجدتِ صداقات حقيقية في الوسط الإعلامي، أم أنه مكان مليء بالمصالح المؤقتة فقط؟

صداقات حقيقية محدودة ونادرة جداً، فالمصالح غالباً ما تطغى على طبيعة هذه العلاقات.

17. الغدر… هل تعرضت له من شخص وثقت به بشدة؟ وكيف انتقمتِ أو تجاوزت الأمر؟

نعم تعرضت للغدر، لكن لا أنتقم ولا أعاتب. وقتي أثمن من أن أضيعه على أشخاص أذوني. أحببت نفسي أكثر، واستثمرت في نجاحي وسعادتي.

مقالات ذات صلة