رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل الإفراط في شرب الماء يضر بالكلى؟

شارك

يسبب الإفراط في شرب الماء اختلالاً في توازن السوائل والمعادن في الجسم رغم أن الماء ضروري للحياة، وغالبًا ما يمر فرط الترطيب دون ملاحظة حتى تظهر أعراض خطيرة.

الوظيفة الحقيقية للكلى

تنظم الكلى توازن الماء والأملاح ولا تقتصر وظيفتها على الترشيح فقط، وعندما يدخل ماء زائد إلى مجرى الدم يُخفَّف الصوديوم مما يؤدي إلى حالة تُسمى نقص صوديوم الدم، وهذا يجبر الكلى على العمل لساعات إضافية ويُحدث ضغطًا طويل الأمد على وظائفها.

ما القدر الكافى من الماء؟

لا تصلح قاعدة واحدة للجميع لأن الاحتياج يختلف بحسب النشاط والمناخ والعمر والحالة الصحية، وتستطيع كلى البالغين الأصحاء عادة معالجة نحو 0.8 إلى 1 لتر في الساعة وأي كمية أكبر قد تُرهق الجسم، وتشير التقديرات إلى أن إجمالي السوائل بين 2.5 و3.5 لتر يوميًا من ماء وطعام وفواكه يبقي معظم البالغين في نطاق الأمان، والاستماع إلى الإحساس بالعطش يبقى دليلًا عمليًا وموثوقًا.

متى يصبح الإفراط في الشرب خطيرًا؟

في الحالات القصوى قد يسبب شرب كميات كبيرة تورمًا في الدماغ، وغثيانًا وارتباكًا ونوبات صرع، ويظهر هذا أحيانًا لدى الرياضيين الذين يعوضون السوائل دون موازنة الإلكتروليتات أثناء تمارين شاقة، كما أن من لديهم أمراض كلوية أو قلبية قد يتعرضون لتفاقم التورم واحتباس السوائل وتقلبات ضغط الدم.

معيار الترطيب الأكثر ذكاءً

لا يعتمد الترطيب على الماء وحده بل على جودة السوائل؛ فالأطعمة الغنية بالماء مثل الخيار والبرتقال والبطيخ تضيف سوائل ومعادن مفيدة، كما توفر مشروبات مثل ماء جوز الهند واللبن الرائب بعض الإلكتروليتات التي لا يحتويها الماء العادي، وتوزيع الشرب على مدار اليوم بدلًا من كميات كبيرة دفعة واحدة يخفف الإجهاد على الكلى، ويميل امتصاص الماء إلى أن يكون أسهل إذا كان بدرجة حرارة الغرفة أو باردًا قليلًا بدلاً من أن يكون مثلجًا جدًا.

لماذا التوازن مهم؟

أبلغ كثير ممن أفرطوا في الشرب عن شعورهم بالتعب والانتفاخ والدوار بدلًا من الانتعاش، وهذا يذكرنا أن الترطيب ليس سباقًا بل توازنًا يحتاجه الجسم، والكلى تذكّرنا بذلك يوميًا من خلال تنظيمها الدقيق للسوائل والمعادن.

مقالات ذات صلة