أصبح سرطان القولون والمستقيم أكثر انتشارًا بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا. يتطور هذا السرطان في أنسجة القولون أو المستقيم وغالبًا يبدأ من كتل صغيرة غير سرطانية تُسمى السلائل، ويُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا عالمياً، مع ازدياد مرتبط بعوامل نمط الحياة مثل السمنة والتدخين والنظام الغذائي غير الصحي.
تُظهر دراسات في دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا ارتفاعًا في حالات المرض المبكرة، ويُعتقد أن النظام الغذائي ونمط الحياة يساهمان بشكل رئيسي بينما تلعب العوامل الوراثية وفجوات الفحص دورًا أيضاً.
اعتماد عادات غذائية أدق يمكن أن يقلل المخاطر بمرور الوقت، فحتى تغييرات بسيطة في اختيار الأطعمة قد تساهم في الوقاية قبل ظهور أي أعراض.
أطعمة مرتبطة بارتفاع الخطر وبدائلها الصحية
اللحوم الحمراء
ترتبط الوجبات الغنية باللحوم الحمراء (مثل لحم البقر والضأن) بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، خاصةً عند طهيها بدرجات حرارة عالية أو شويها لأن ذلك يولد مركبات قد تضر خلايا القولون. يمكن استبدالها بمصادر بروتين أقل دهونًا مثل السمك والدواجن منزوعة الجلد والبقوليات أو اللحوم النباتية، وعند تناول اللحوم الحمراء يفضل تقليل الكمية واستخدام طرق طهي ألطف.
اللحوم المصنعة
تُصنف اللحوم المصنعة كمسرطنة لأنها تحتوي غالبًا على نترات وملح ومواد حافظة تربطها الدراسات بزيادة خطر سرطان القولون. يفضل اختيار لحوم طازجة غير معالجة مثل الدجاج والسمك أو الاعتماد على البروتينات النباتية، واستخدام الأعشاب والتوابل الطبيعية لإضفاء النكهة بدلاً من الاعتماد على المعالجات الصناعية.
المشروبات السكرية والكربوهيدرات المكررة
تؤدي المشروبات المحلاة والمشروبات الغازية والخبز الأبيض والمعجنات والوجبات الخفيفة المكررة إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم وتزيد من خطر السمنة ومقاومة الإنسولين والالتهاب، وكلها عوامل مرتبطة بسرطان القولون. يُنصح بشرب الماء أو الشاي غير المحلى أو الماء المنكّه بالفواكه، واختيار الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل والشوفان والأرز البني والاعتماد على الفواكه الطازجة أو الزبادي بالمكسرات كوجبات خفيفة صحية.
الأطعمة فائقة المعالجة والسريعة
تحتوي الأطعمة السريعة والمصنّعة بشكل مفرط على دهون ضارة وملح ومضافات وسكريات وتفتقر للألياف، ما يعزز السمنة والالتهاب المرتبطين بزيادة الخطر. يُنصح بتحضير وجبات منزلية مكونات كاملة مثل الخضراوات والبقوليات واللحوم قليلة الدهن والسلطات، واختيار وجبات خفيفة صحية مثل الحمص المحمص أو الفشار الطبيعي أو الفواكه الطازجة.
الدهون المشبعة وبعض دهون الألبان
ترتبط الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل قطع اللحم الدهنية والزبدة ومنتجات الألبان كاملة الدسم والأطعمة المقلية بزيادة الالتهابات والسمنة وقد تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء. من الأفضل اختيار اللحوم الخالية من الدهن ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو نباتية، واستخدام دهون صحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات، وتفضيل الطهي بالبخار أو الشوي بدلًا من القلي.
الأطعمة المحفوظة عالية الصوديوم
قد تضر الأطعمة المملحة والمحافظة أو المخللات ببطانة الأمعاء وتُهيئ بيئة قد تساعد على نمو الخلايا غير الطبيعية، كما أن الأنظمة الغنية بالصوديوم مرتبطة بمشاكل صحية أخرى. يُنصح بتقليل تناول الأطعمة المعلبة والمخللات الجاهزة واستخدام الأعشاب والتوابل وعصائر الحمضيات لتتبيل الطعام، واختيار خضراوات طازجة وحساء منزلي ملح متحكم به.
