توفيت الإعلامية اللبنانية يمنى شرى عن عمر 50 عامًا بعد صراع مع سرطان الرئة، وهو مرض لطالما ارتبط تاريخيًا بكبار السن والمدخنين، لكن ظهور حالات بين الشباب غير المدخنين يزداد بحسب المتابعة الطبية، ما يحفز على فهم أسبابه والكشف المبكر عن أعراضه واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
أسباب سرطان الرئة لدى الشباب
تظل التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، إذ يسبب 80-90% من الحالات، غير أن ارتفاع عدد الحالات بين الشباب لا يفسر فقط بالتدخين؛ فتكشف الأبحاث أن نسبة عالية من الشباب المصابين بسرطان الرئة لديهم تاريخ تدخين سابق، بينما يظهر العدد المتزايد من غير المدخنين وجود عوامل خطر إضافية.
تساهم العوامل البيئية بشكل كبير في الإصابة، فوجود غاز الرادون داخل المباني يمثل تهديدًا صحيًا عندما يبقى الأشخاص في منازلهم خلال فترات طويلة من الطفولة وبداية البلوغ، كما أن الجسيمات الدقيقة PM2.5 تشكل العامل البيئي الرئيسي المرتبط بالتعرض للتلوث من الحركة المرورية والصناعات، وهو ما يزيد المخاطر في المناطق الملوثة.
تبحث الدراسات في دور العوامل الوراثية في تطور سرطان الرئة، وغالبًا ما يظهر مرضى الشباب طفرات في جينات EGFR وALK، مما يجعل أنسجة الرئة أكثر عرضة للعوامل المسببة للسرطان، كما تبدو روابط محتملة مع فيروسات HPV و Epstein-Barr بتطور المرض. وتنتج حالات سرطان الرئة لدى الشباب نتيجة مزيج من التدخين والتلوث والاستعداد الوراثي والتعرض للمواد الكيميائية في مكان العمل.
أعراض سرطان الرئة لدى الشباب
عادةً لا تُظهر المراحل المبكرة من سرطان الرئة أعراضًا ملحوظة، وتتشابه مع أعراض أمراض شائعة، لذا يجب تقييم الأعراض التالية عند وجودها: سعال مصحوب بالدم أو بلغم بلون صدئ، ألم في الصدر يزداد مع التنفّس العميق، سعال ضيق في التنفس أو أزيز، عدوى متكررة مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي الذي لا يتحسن، فقدان وزن غير مبرر وفقدان الشهية وبحة في الصوت وألم مستمر في الحلق والشعور بالتعب غير العادي.
عندما ينتشر سرطان الرئة إلى العظام أو الدماغ أو مناطق أخرى، يسبّب آلام العظام، والصداع، ومشكلات عصبية نتيجة تأثيره على الدماغ، وتورم الغدد الليمفاوية القريبة من الرقبة أو فوق الترقوة، وتؤكد الحاجة لإجراء فحوصات فورية عند وجود عوامل الخطر لرفع فرص العلاج المبكر وتحسين النتائج.
استراتيجيات الوقاية من سرطان الرئة
يُعد الإقلاع عن التدخين الخيار الأكثر فاعلية للوقاية من سرطان الرئة في جميع مراحل الحياة، وتُشجَّع الاستشارات واستخدام بدائل النيكوتين والأدوية الموصوفة عند الحاجة.
تُجنب التجاوزات من التعرض للدخان السلبي باختيار أماكن خالية من التدخين، وتُشجَّع الأسر على مساعدة أفرادها في الإقلاع عن التدخين.
يُعد غاز الرادون ثاني أكثر أسباب سرطان الرئة شيوعًا بعد التدخين، ويمكن اكتشافه عبر أدوات فحص منزلية، ثم تركيب أنظمة تخفيض لتقليل التعرض.
يجب حماية النفس من المواد الكيميائية الموجودة في مكان العمل مثل الأسبستوس والزرنيخ وأبخرة Diesel من خلال استخدام معدات السلامة وتقليل الوقت في المناطق الملوثة وتعزيز التهوية عند استخدام وقود الكتلة الحيوية.
يساعد النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه والخضراوات في حماية صحة الرئة، وتؤدي التمارين الرياضية المنتظمة إلى تقوية جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
تؤدي اليقظة للكشف المبكر عن الأعراض إلى تحسين النتائج، لذا يجب على الشباب الذين لديهم عوامل خطر متابعة فحوصات طبية منتظمة وفق توجيهات الأطباء.