يعاني كثير من الناس من احتقان أنفي مستمر يجعل التنفس عبر الأنف صعبًا أثناء النوم، ما يؤدي إلى التنفس من الفم واضطراب النوم، بالإضافة إلى فقدان حاسة الشم وتراجع التذوق حتى في أبسط الأمور مثل التمتع بطعامك المفضل. إذا كان هذا الوصف مألوفًا لديك، فقد تكون مصابًا بالسلائل الأنفية، وهي أورام حميدة لينة تتكوّن في بطانة الجيوب الأنفية أو الممرات الأنفية وتظهر أحيانًا ككتل قد تعيق مرور الهواء وتؤثر في التنفس. وتُعد هذه الزوائد جزءًا من حالة تعرف بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن المصحوب بسلائل أنفية، كما ترتبط بمشكلات صحية أخرى مثل الربو وحساسية الأسبرين والتليف الكيسي.
ما هي السلائل الأنفية؟
السلائل الأنفية هي نمو غير سرطاني يظهر في بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية، وغالبًا ما يظهر في مجموعات مما يعيق تدفق الهواء ويجعل التنفس من الأنف صعبًا. تكون هذه السلائل أكثر شيوعًا لدى المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، وتُشار إلى المصطلحات CRSwNP عندما توجد سلائل فعلية. كما قد ترتبط السلائل بحالات أخرى مثل اضطرابات الجهاز التنفسي المرتبطة بتناول الأسبرين، والتهابات وعائية جهازية، والتليف الكيسي.
لماذا تتطور السلائل الأنفية؟
ليس السبب الدقيق مفهومًا بشكل كامل، لكن الالتهاب المزمن يعد عاملًا رئيسيًا. قد ترفع حالات مثل التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، والحساسية، والربو، وحساسية الأسبرين، وحتى نقص فيتامين د من احتمال حدوثها. كما أن التاريخ العائلي للإصابة بالسلائل قد يلعب دورًا في احتمالية ظهورها.
من هم المعرضون للخطر؟
ليس كل من يعاني من مشاكل في الجيوب الأنفية يصاب بالسلائل، إلا أن وجود الربو أو الحساسية المزمنة أو التليف الكيسي أو التهابات الجيوب الأنفية المتكررة يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسلائل الأنفية.
الأعراض الواجب الانتباه لها
تظل بعض السلائل صغيرة وغير ملحوظة، بينما الكبيرة منها قد تسبب سيلان الأنف المستمر، واحتقان الأنف الدائم، وفقدان حاسة الشم وتضعف التذوق، والتهابات الجيوب الأنفية المتكررة، ورشح الأنف والتنقيط الخلفي، والشعور بالضغط حول الخدين والعينين والجبهة، والشخير واضطرابات النوم، وألم الأسنان العلوية أو نزيف الأنف. إذا استمرت هذه الأعراض أكثر من أسبوعين، من المفيد استشارة طبيب مختص في الأنف والأذن والحنجرة.
كيف تؤثر الزوائد الأنفية على التنفّس؟
يمكن للسلائل الكبيرة أن تغلق الممرات الأنفية تمامًا وتدفعك إلى التنفس من الفم، وهذا قد يسبب الشخير وحتى انقطاع النفس أثناء النوم. كما أن الالتهابات المزمنة المرتبطة بالسلائل ترتبط غالبًا بالربو وتزيد من صعوبة التنفّس لدى كثير من المرضى.
هل تشفى من تلقاء نفسها؟
نادراً ما تختفي السلائل من تلقاء نفسها، وغالبًا ما تتطلب أدوية، وفي الحالات الشديدة قد يلزم التدخل الجراحي.
خيارات العلاج المتاحة
تُعد بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفية خط العلاج الأول لأنها تقلل الالتهاب وتحد من حجم السلائل. في الحالات الأكثر حدة قد يوصف دواء كورتيكوستيرويدي فموي لفترة محدودة، أو حقن كورتيكوستيرويد. وعند فشل الأدوية، يتم إجراء جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار لإزالة السلائل وتحسين تدفق الهواء، وتُعد هذه الجراحة فعالة لكنها لا تمنع إعادة نموها، لذا يلزم متابعة ورعاية مستمرة.
هل يمكن منع ظهور السلائل؟
ليس بالإمكان دائمًا تجنبها، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر الابتعاد عن التدخين ومراقبة الحساسية بشكل فعال، والابتعاد عن المهيجات مثل دخان السجائر وتلوث الهواء، وعلاج التهابات الجيوب الأنفية على الفور، واستخدام غسولات الأنف المالحة بانتظام، والحفاظ على رطوبة الهواء الداخلي باستخدام جهاز ترطيب نظيف.
ماذا عن الأطفال؟
تُعد السلائل الحميدة عند الأطفال نادرة لكنها قد تحتاج إلى علاج خاص، خاصة إذا كانت مرتبطة بالربو أو التليف الكيسي، وفي مثل هذه الظروف قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة.
متى يجب عليك زيارة الطبيب؟
لا تتجاهل صعوبة التنفّس أو فقدان حاسة الشم أو ألم الجيوب الأنفية إذا لم تختف، فالتدخل المبكر يساعد في تجنّب مضاعفات مثل انقطاع النفس أثناء النوم أو العدوى المستمرة.