لماذا يتناول الناس الفيتامينات والمعادن؟
تُعَدّ المكملات الغذائية وسيلة فعالة لتعويض نقص العناصر الغذائية أو الفيتامينات في الجسم، لكنها لا تحل محل نظام غذائي صحي ومتوازن. وتبقى أفضل طريقة لتلبية احتياجات الجسم هي تناول كميات مناسبة من الخضراوات الورقية والفواكه والحبوب والمكسرات ومنتجات الألبان والأسماك، غير أن كثيرين يفتقدون هذه العادات بسبب انتشار الوجبات السريعة والمنتجات المعالجة بشكل عالي.
اضرار الجرعات الزائدة وتاثيرها
يسبب الإفراط في تناول المكملات مخاطر صحية، فارتفاع مستويات فيتامين د قد يسبب فرط الكالسيوم وأعراض مثل العطش والتبوّل المتكرر، وفي الحالات الشديدة قد ينتهي بنوبات أو غيبوبة. أما الإفراط في فيتامين أ عند تجاوز الجرعة فربما يسبب صداعاً ورؤية مضطربة وغثياناً ودوخة وآلاماً عضلية ومشاكل بالتنسيق، وفي حالات شديدة قد يصل إلى الغيبوبة أو الوفاة. كما قد تكون هناك مخاطر مرتبطة بتناول المعادن بجرعات عالية، وإن كانت النتائج تختلف بين الدراسات، إذ تبقى النتائج السريرية أحياناً متضاربة حول مدى الفائدة والخطر المرتبطين بالمبالغة في الجرعات.
التجارب العلمية هل تدعم وجود فائدة من المكملات؟
تُظهر التجارب السريرية أن بعض المسارات السابقة ركزت على مضادات الأكسدة، لكنها أكدت باستمرار أن زيادة تناولها لا تقي من الأمراض بشكل عام، وأن بعضها قد يحمل مخاطر. وتؤكد المعاهد الوطنية للصحة أن الإفراط في تناول فيتامينات محددة قد يسبب أضرار أكثر من الفوائد، ولا توجد حتى الآن دلائل قوية تدعم فائدة عامة للمكملات كعلاج أو كوقاية من الأمراض المزمنة. كما أن النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه والخضار يربط بالتقليل من مخاطر العديد من الأمراض المزمنة، وهو أهم من الاعتماد على المكملات التي تبقى مجرد إضافات غذائية وليست بديلاً عن الغذاء الصحي. ومع ذلك، توجد بيانات محدودة تدعم فائدة بعض المكملات في نتائج محددة بينما تطرح مراجعات أخرى تقييمات إيجابية أو سلبية وفق جودة الأدلة المتاحة، لكنها لا ترسخ توصيات قوية بشمولها للجميع.
من يحتاج إلى المكملات الغذائية؟
ابدأ النباتيون من أي عمر بتأمين مصدر موثوق لفيتامين ب12، إذ لا ينتجه النبات وكمية الجرعة اليومية الموصى بها لدى البالغين تبلغ 2.4 ميكروجرام، كما ينبغي الحرص لدى النساء الحوامل على توفير حمض الفوليك والحديد والكالسيوم وفيتامين د والكولين وأحماض أوميغا-3 الدهنية وفيتامينات ب وج وفيتامين ج لدعم الحمل وتطور الجنين، وتحتاج النساء بعد سن اليأس إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين د للمساعدة في الحفاظ على قوة العظام وتقليل فقدانها خاصة عند تقليل استهلاك منتجات الألبان، وقد يستفيد كبار السن أيضًا من فيتامين د بسبب انخفاض إنتاج البشرة له وكفاءة الكلى في تحويله بنشاط. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة بأن تكون جرعات الكالسيوم وفيتامين د عند النساء من 51 إلى 70 عامًا عند 1200 ملغ كالسيوم و600 وحدة دولية من فيتامين د، أما من يبلغون 71 عامًا فأكثـر فسيكون 1200 ملغ كالسيوم و800 وحدة دولية من فيتامين د. كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتناول الرضّع الذين يرضعون من الثدي 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا بدءًا من الأيام القليلة الأولى لتجنب نقص الفيتامين. ويحتاج الأشخاص فوق الخمسين إلى الانتباه إلى نقص فيتامين B12، لذا قد يختارون تناول مكملات B12 من الأطعمة المدعمة أو المكملات الغذائية، وقد يحتاج بعضهم إلى كميات أعلى من الكالسيوم وفيتامين D وفيتامين B6 مع التقدم في العمر.