تعتمد دولة الإمارات على توظيف علاقاتها الدولية وحضورها الدبلوماسي الفاعل في سبيل حل الأزمات العالمية، انطلاقاً من ثوابت سياستها الخارجية القائمة على العمل المشترك والحوار كوسيلة لتجاوز التحديات وبناء صيغ تعزز السلام والاستقرار.
وتستعد الإمارات للمشاركة مع العالم في الاحتفال باليوم الدولي للسلام الذي يصادف 21 سبتمبر، وتؤكد دورها كوسيط موثوق ومؤثر يقرب وجهات النظر وبناء جسور التعاون بما يخدم التنمية والازدهار لشعوب العالم.
فلسطين
برزت خلال 2025 تحركات الإمارات لدفع وقف العدوان على غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية، وتأكيد أهمية حشد دعم دولي لإيقاف التدهور في الضفة والقدس ومواجهة الممارسات الاستيطانية. ودعت إلى تحرك عالمي مسؤول يحمي الحقوق الفلسطينية ويؤسِس سلاماً عادلًا يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
أدان بيانٌ مشترك مصادقة الكنيست الإسرائيلي على إعلان السيادة في الضفة باعتباره خرقاً للقانون الدولي وإنتهاكاً لقرارات الأمن، ورحبت بخطوات الاعتراف بدولة فلسطين من دول عدة، مؤكدة أن هذه المواقف تعكس تنامي الدعم الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
واصلت الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية عبر عملية “الفارس الشهم 3” بجميع السبل، حيث بلغ إجمالي المساعدات منذ البدء وحتى 14 سبتمبر نحو 90 ألف طن بتكلفة 1.8 مليار دولار.
السودان
أكدت الإمارات تمسكها بموقفها الثابت من الصراع السوداني ودعم الحلول السلمية التي تحفظ وحدة السودان وتُجنب الدماء، وهو ما تجسد في الجهود الدبلوماسية الجارية منذ بدء الأزمة. وبالتنسيق مع إثيوبيا والاتحاد الإفريقي وإيغاد عقدت في 14 فبراير 2025 في أديس أبابا “المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان”.
أعلنت الإمارات عن تمويل إضافي بقيمة 200 مليون دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان، ليصل الإجمالي إلى 600.4 مليون دولار منذ أبريل 2023، وإلى 3.5 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية.
شاركت الإمارات في الإطلاق المشترك لخطة الاحتياجات الإنسانية للسودان لعام 2025 والخطة الإقليمية للاجئين، كما شاركت كمانح رئيسي لشمال إفريقيا في اجتماع كبار المسؤولين الإنسانيين التابع للاتحاد الأوروبي حول السودان في بروكسل. وفي 13 سبتمبر أصدرت المجموعة الرباعية الإمارات-مصر-السعودية-الولايات المتحدة بياناً أكّد أن النزاع في السودان يفتح أسوأ أزمة إنسانية ويهدد السلم الإقليمي، ملتزمة بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه وعدم وجود حل عسكري، والانتقال بقيادة الشعب السوداني عبر عملية شفافة.
سوريا
واصلت الإمارات موقفها الداعم لأشقائها السوريين وتطلعاتهم نحو التنمية والاستقرار وبناء مستقبل آمن لسوريا موحدة. وشاركت في المؤتمر الدولي حول سوريا الذي عُقد في باريس في فبراير، مؤكدة دعم استقلال وسيادة سوريا وتطلعات شعبها إلى التنمية والازدهار.
رحبت الإمارات بقرار رفع بعض العقوبات الأميركية عن سوريا في مايو، معتبرة ذلك دعماً مهماً لجهود النماء، وشاركت في محادثات عربية مع تركيا حول تطورات سوريا لتعزيز جهود إعادة البناء وفق أسس تضمن الأمن والاستقرار والسيادة السورية.
وبين 16 يوليو و17 سبتمبر رحبت الإمارات بوقف لإطلاق النار في السويداء وخريطة طريق لحل الأزمة في المحافظة، كما أدانت الغارات الإسرائيلية على سوريا ورفضت أي اعتداء يهدد سيادتها وأمنها.
أرمينيا وأذربيجان
حقّقت الجهود التي قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعلان مشترك في واشنطن في أغسطس الماضي وضع حد للنزاع وفتح صفحة جديدة لعلاقات دبلوماسية وتجارية تقوم على الاحترام المتبادل للسيادة.
استضافت الإمارات في يوليو لقاءً بين رئيسي البلدين بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل تعزيز الثقة والاستقرار في جنوب القوقاز، وتلقى سموه تحيات من الرئيـسين مع التأكيد على دعم الإمارات لجهود ترسيخ الأمن والتنمية لشعبي أذربيجان وأرمينيا.
ؤكدت الإمارات حرصها على دعم كافة الجهود التي ترسّخ الأمن والاستقرار وتحقق الازدهار في المنطقة.
الهند وباكستان
أكدت الإمارات أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلاف ووقف التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، ودعت كلا البلدين إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد الذي يهدد السلم الإقليمي والدولي.
ورحبت بإعلان وقف إطلاق النار في 10 مايو وأشادت بحكمة البلدين بما يعود بالنفع على شعبيهما والمنطقة.
إيران
قادت الإمارات جهوداً مكثفة لاحتواء آثار الاستهداف العسكري الإسرائيلي للجمهورية الإيرانية في يونيو، والعمل على خفض التصعيد وحل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية، مع تعبيرها عن التضامن مع إيران وشعبها.
انضمت الإمارات إلى بيان عربي وإسلامي يدين الهجمات الإسرائيلية ويدعو لاحترام السيادة ومبادئ القانون الدولي، والتأكيد على ضرورة إزالة أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط والعودة إلى المسارات الحوارية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في 24 يونيو رحبت الإمارات بإعلان وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل وتطلعاتها لتهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي.
قطر
عبّرت الإمارات عن تضامنها مع قطر إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي طال أراضيها، وأكدت دعمها لسيادة قطر وأمنها وسلامة شعبها، وتوالت الاتصالات مع الأمير تميم بن حمد ونظيره الإماراتي لتأكيد الموقف والتنسيق مع قطر. كما جددت الإمارات تضامنها مع قطر عقب الاعتداء الإسرائيلي، ووصفته بأنه انتهاك صارخ لسيادتها والقوانين الدولية وتهديد لاستقرار المنطقة.
قام ولي عهد أبوظبي بزيارة إلى الدوحة في 10 سبتمبر مجدداً التضامن مع قطر ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها، كما التقى بسماحة العاهل البحريني وتناول التصعيد الإسرائيلي وتهديدات الاستقرار. ترأّس سموه وفد الإمارات في القمتين الخليجية الاستثنائية والعربية الإسلامية الطارئتين اللتين استضافتهما قطر لبحث تداعيات الاعتداء الإسرائيلي، تجسيداً لمدى الالتزام بمركزية القانون الدولي واحترام سيادة الدول كسبيل لردع إسرائيل وإحلال السلام، وتأكيد أن قطر ليست وحدها في مواجهة الاعتداءات. كما حثت الإمارات المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته ووقف التصعيد العشوائي الذي يقوّض الأمن الإقليمي والدولي.
المملكة العربية السعودية
في فبراير، دانت الإمارات التصريحات غير المقبولة لبنيامين نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة السعودية، وأكدت أن السعودية خط أحمر وتضامنها معها ضد كل تهديد لأمنها واستقرارها وسيادتها.
روسيا وأوكرانيا
واصلت الإمارات مساعيها لحل سلمي للنزاع وتخفيف آثاره الإنسانية، ونجحت في إجراء 17 عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بلغ مجموعها 4641 أسيراً منذ بدء النزاع، وهو ما يعكس مكانة الإمارات كوسيط موثوق يسعى لدعم المسار نحو السلام.
