رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تخلّى عن سنك من أجل استعادة بصرك.. اكتشف جراحة زراعة “السن فى العين”

شارك

زراعة القرنية العظمية السنية (OOKP)

تُعرف هذه العملية بأنها زراعة قرنية عظمية سنية، وتُستخدم كخيار أخير عندما تفشل خيارات زراعة القرنية التقليدية. تجمع بين استخدام ناب من السن مع جزء عظمي وتثبيت عدسة أسطوانية شفافة، وتوضع في العين عبر سلسلة مراحل دقيقة ومعقدة تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى خبرة خاصة من جراحين معدودين في العالم.

تُطرح عادة كحل لمشكلات العين التي تؤدي إلى العمى في القرنية عندما تكون الحالة شديدة، وتكون أكثر مايُفيد في حالات نادرة أو إصابات بالغة، مثل الحروق الكيميائية أو.other conditions التي تصيب القرنية وتترك العصب البصري أو الشبكية سليمة نسبياً. يعتمد نجاحها على تقبل الجسم للنسيج والتكامل بين العظم والعدسة التي تمرر الضوء كما تفعل القرنية الطبيعية.

كيف تتم العملية؟

تبدأ العملية بخـلع ناب من الفم وتحضير جزء عظمي معه ليشكل طعماً قوياً وثابتاً. يُشكَّل هذا الناب مع العظم في هيئة صفيحة، ويُثقب لثبيت عدسة أسطوانية شفافة داخلها. ثم يُجرى وضع الطعم المؤقت في الخد لبضعة أشهر كي يكتسب تغذية دموية وأنسجة داعمة قبل نقله إلى العين. عند الوصول إلى العين، يُفتح ثَقْب في القرنية المعتمة، ويُثبت الطعم فوقها ليعمل كقرنية طبيعية تمرر الضوء إلى الشبكية. قد تستغرق هذه العملية أكثر من 12 ساعة وتُنفذ على مراحل متتالية، ولا يتقنها سوى عدد محدود من الجراحين حول العالم.

من يمكنه الخضوع للجراحة؟

يُرشَّح المرضى عندما يفقدون البصر في كلتا العينين بسبب تلف القرنية، مع عدم وجود أمراض بالشبكية أو العصب البصري تمنع الاستفادة من العلاج. كما يجب أن تكون صحة الأسنان والفم جيدة، لأن الناب هو الأساس لبناء الطعم. ويكون عمر المريض كافياً لضمان نمو الأسنان بشكل كامل. يخضع المرشح لفحوص شاملة تشمل تقييماً نفسياً وفحوصات الأسنان والفم إضافة إلى فحص شبكية العين لتحديد مدى ملاءمته للإجراء.

المخاطر والمضاعفات

رغم نسب النجاح العالية التي تتجاوز 88%، تحمل الجراحة مخاطر مثل التهابات داخل العين وتراجع أو امتصاص الصفيحة العظمية وربما جلطات أو انفصال الشبكية، إضافة إلى إمكانية ظهور مشاكل فموية مثل الخدر أو إصابة الغدد اللعابية. لذلك يحتاج المريض إلى متابعة طبية صارمة مدى الحياة مع مراجعات منتظمة لضبط العدسة أو استبدال الطعم إذا لزم الأمر.

حالة ناجحة حديثة

نجحت أطباء مؤخرًا في إجراء هذه الجراحة لشاب يدعى برنت تشابمان، الذي عاش أكثر من عشرين عاماً في ظلام شبه كامل نتيجة مضاعفات حروق العينين خلال مراهقته، مع فشل عدة عمليات وزرع قرنيات سابقة. قاده الدكتور جريج مولوني إلى تجربة جديدة تُعرف باسم «زرع سن داخل العين»، حيث بدأ بالإجراءات عبر مراحل معقدة استمرت لأشهر: خلع ناب منالفم وتحضيره مع جزء عظمي دقيق، ثم غرسه مؤقتاً في الخد لاكتساب تغذية دموية، ونقل الطعم إلى العين وتثبيته مع عدسة بصرية صغيرة، ليعود الضوء إلى شبكية تشابمان ويستعيد قدرته على رؤية تفاصيل لم يلمسها منذ سنوات.

مقالات ذات صلة