تأثير المستحضرات الغذائية على ميكروبات الأمعاء وأثرها في صحة الطفل لاحقًا
أظهرت دراسة قادها باحثون من معهد باستور الفرنسي والمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية Inserm أن إناث الفئران تعرضن للمستحلبات غذائية شائعة الاستخدام لمدة عشرة أسابيع قبل الحمل، ثم استمر التعرض أثناء الحمل والرضاعة، وهو ما تم تحليل تأثيره على ميكروبات أمعاء أطفالهن الذين لم يتناولوا المستحضرات مباشرة.
تُعرَّف المستحضلبات بأنها إضافات غذائية تستخدم عادة لتحسين قوام الأطعمة وزيادة صلاحيتها، وتوجد في منتجات الألبان والمخبوزات والآيس كريم، إضافة إلى بعض الحليب المجفف الخاص بالأطفال، ورغم انتشارها فإن آثارها الصحية على الإنسان، وبشكل خاص على ميكروبات الأمعاء، لا تزال غير معروفة بشكل كامل.
أظهرت النتائج تغيّرات كبيرة في ميكروبات أمعاء الأطفال منذ الأسابيع الأولى من الحياة، وهي الفترة التي تنتقل فيها جزء من ميكروبات الأم عبر الاتصال الوثيق. وتزايدت في هذه الميكروبات نسبة بكتيريا سُوطية مع نشاطها في تحفيز الجهاز المناعي وتفعيل الاستجابة الالتهابية، وارتفاع عدد البكتيريا القريبة من الغشاء المخاطي للأمعاء.
وفي نسل الأمهات المعرضات للمستحضرات، أُغلقت هذه الممرات المعوية المبكرًا مقارنةً بأطفال الأمهات غير المعرضات، وهو ما يعطل التواصل بين ميكروبات الأمعاء والجهاز المناعي. وفي البلوغ، يظهر أثر هذا الخلل في تعزيز الاستجابة المناعية والتهاب مزمن، ما يزيد احتمالية الإصابة باضطرابات الأمعاء الالتهابية والسمنة في المراحل اللاحقة.
وتشير النتائج إلى وجود صلة بين التغيرات المبكرة في ميكروبات الأمعاء لدى الفئران حتى في غياب الاستهلاك المباشر للمستحضرات، وزيادة القابلية للإصابة بأمراض مزمنة مثل السمنة واضطرابات الأمعاء الالتهابية في مراحل لاحقة. كما تؤكد أهمية تنظيم استخدام الإضافات الغذائية، وخاصة في حليب الأطفال المجفف الذي يحتوي غالبًا على مثل هذه الإضافات، نظرًا لدوره الحاسم في تكوين ميكروبات الأمعاء خلال فترة حساسة من الحياة.