رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في علب الطعام قد تسبب ألزهايمر

شارك

ما اكتشفته الدراسة

أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الصيدلة بجامعة رود آيلاند أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في علب الطعام والحاويات البلاستيكية وقابلة لملامسة الطعام يمكن أن تعبر الحاجز الدموي الدماغي، وهو الحاجز الذي يحمي الدماغ من السموم والمواد الضارة. وبمجرد وصولها إلى الدماغ، قد تسبب تغيّرات تشبه التغيرات المرتبطة بمرض ألزهايمر بحسب النتائج.

آثار الجين APOE4 والاختبارات السلوكية

وأوضحت البروفيسورة جيمي روس، الباحثة الرئيسية، أن الفئران المعدلة وراثياً لحمل جين APOE4، المرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف، أظهرت زيادة بمقدار 3.5 أضعاف في علامات التدهور الإدراكي مقارنة بحاملي APOE3، مع وجود دلائل على تدهور إدراكي في الاختبارات.

الفروق بين الذكور والإناث

ولاحظت الاختبارات فروقاً بين الجنسين: بدا الذكور أكثر لامبالاة وعرضة للمخاطر، بينما أظهرت الإناث صعوبات في تمييز الأشياء الجديدة، وهو نمط قد يعكس ما يلاحظه البشر المصابون بالخرف.

العوامل البيئية ونمط الحياة

وأوضحت روس أن الخطر لا يقتصر على العوامل الوراثية بل يتأثر أيضاً بالعوامل البيئية ونمط الحياة مثل النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني والتعرض للسموم، مما يعني أن توأمين يحملان APOE4 قد يعاني أحدهما من الخرف بينما يبقى الآخر سليمًا ذهنياً نتيجة لاختلاف بيئتيهما.

نوع البلاستيك والآثار المحتملة

أشارت الدراسة إلى أن البلاستيك المستخدم في التجارب كان من البولسترين، وهو بلاستيك شائع في أكواب الستايرو فوم وعلب الوجبات الجاهزة، والذي يمكن أن يطلق آلاف الجزيئات البلاستيكية عند ملامسته للطعام أو المشروبات قبل أن يتسرب إلى الجسم ويستقر في الدماغ.

الدعوة للبحث والتنظيم

نُشرت النتائج في مجلة Environmental Research Communications وتدعو إلى إجراء مزيد من الدراسات لفهم العلاقة المباشرة بين البلاستيك الدقيق وأمراض التدهور العصبي مثل الزهايمر، مع التأكيد على ضرورة وضع تنظيمات أكثر صرامة وتوعية أوسع بمخاطر هذه المواد وتأثيرها على فئات ضعيفة مثل الأطفال والحوامل.

دلالات بيئية إضافية

كما أشارت تقارير مستقلة إلى وجود كميات كبيرة من البلاستيك الدقيق في قاع خليج ناراغانسيت، وهو دليل إضافي على التلوث البيئي وتأثيره على الصحة والبيئة.

خاتمة وتحذير

تؤكد روس على أن الأبحاث ما زالت في بدايتها، لكن التشابه بين ما يحدث في الفئران وما يلاحظ البشر يثير قلقاً جدياً، وتدعو إلى تنظيمات صارمة ووعي متزايد بخطورة هذه المواد وتأثيرها على الذاكرة والعقل.

مقالات ذات صلة