يُعرف صداع الجانب الأيمن بأنه ألم يتركز في الجهة اليمنى من الرأس، وقد يمتد إلى فروة الرأس أو العينين أو الفك أو الرقبة. يختلف الشدّة ومدة النوبة بين الأشخاص، وقد لا تكون الآلام ناتجة عن أنسجة الدماغ نفسها لكون الدماغ بلا مستقبلات للألم، بل تنشأ من الأوعية الدموية المحيطة والعصاب والعضلات والأنسجة الأخرى المحيطة بالرأس.
تنشأ آلام الجانب الأيمن من أنواع صداع متعددة، أبرزها الصداع النصفي، وصداع التوتر، والصداع العنقودي، وأحيانًا صداع بسبب تغيّر في الهرمونات أو بسبب أمراض أو التهابات أو فرط استخدام الأدوية، وتحديد النوع والمسبب وشدّة الصداع على الجانب الأيمن يساعد في اختيار العلاج الفعّال والوقاية من الألم المستمر.
أنواع الصداع التي تصيب الجانب الأيمن
يظهر الصداع النصفي عادة كألم نابض يتركّز في جانب واحد من الرأس غالبًا حول العينين أو الصدغين، ويصحبه أحياناً غثيان أو قيء وحساسية شديدة للضوء والصوت، وفي بعض الحالات قد يظهر هالة قبل بداية الألم.
يتميز الصداع العنقودي بنوبات ألم شديد حول العين الواحدة قد تمتد أحياناً إلى الوجه أو الرقبة، مع أعراض مثل سيلان الدموع والأنف واضطراب النوم، ويحدث بنمط دوري مع فترات هدوء بين النوبات.
يُسبب صداع التوتر عادة ألمًا ضاغطًا في الرأس مع شعور بضيق في الرقبة والكتفين، وقد يكون خفيفاً أو متوسطاً أو مزمناً في بعض الحالات، وتكراره قد يبلغ أكثر من 15 يومًا شهريًا في الشكل المزمن.
يرتبط الصداع الهرموني بتقلبات هرمون الإستروجين خلال الدورة الشهرية أو الحمل أو انقطاع الطمث، وغالباً ما يظهر كألم نابض في منطقة الصدغين أو الجبهة مع تعب وتغير في المزاج، ويمكن التحكم فيه بتعديل نمط الحياة والعلاج الطبي عند الحاجة.
يُعرف الصداع المزمن بأنه صداع يحدث 15 يومًا أو أكثر شهريًا، وقد ينجم عن صداع نصفي مزمن أو صداع توتر، وتتطلب الحالة تقييمًا طبيًا دقيقًا لتحديد السبب وتوجيه العلاج.
الأسباب الشائعة للصداع في الجانب الأيمن
تلعب عادات نمط الحياة دوراً في تحفيز الصداع، مثل التوتر والقلق وقلة النوم وتخطي الوجبات والتفاوت في سكر الدم، وتقلّص التوتّر العضلي في الرقبة والكتفين، كما أن الإفراط في استهلاك الكافيين أو الانسحاب منه يمكن أن يفاقم الصداع.
يسبب الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة أو علاجات الصداع أحياناً صداعًا مستمراً يعرف بصداع فرط استخدام الأدوية.
يمكن لبعض الحالات العصبية أن تسبب ألمًا جانبياً، مثل التهاب العصب القذالي أو التهاب الشريان الزغامي أو ألم العصب الثلاثي التوائم، وتؤدي إلى ألم شديد في مؤخرة الرأس أو الوجه مع أعراض أحياناً إضافية.
تشمل الأسباب الطبية وجود استعداد وراثي، وقلق واضطرابات المزاج، وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وطحن الأسنان، وغيرها من العوامل التي تسهم في الصداع.
يمكن أن تسبب التهابات الجيوب الأنفية ضغطاً خلف العينين والخدّين وآلاماً في جانب واحد من الرأس، كما قد تؤدي التفاعلات التحسسية إلى صداع بسبب الالتهاب.
تستلزم الحالات الخطيرة مراجعة الطبيب فوراً، فقد تكون صداع الرأس نتيجة لإصابة أو سكتة دماغية أو تمدد في الأوعية أو وجود ورم، ويُفضل طلب الرعاية الطبية فوراً إذا كان الصداع مفاجئاً أو شديداً ويرافقه أعراض مقلقة.
متى يجب رؤية الطبيب؟
اطلب العناية الطبية إذا كان صداع الجانب الأيمن مفاجئاً أو شديداً مع تفاقم مع الوقت، ومع وجود أعراض عصبية مثل تغيّر الرؤية أو الخدر أو الضعف، خاصة بعد إصابة في الرأس أو في حال عدم استجابة العلاج المعتاد، ليتم تشخيص الأسباب الكامنة وإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد العلاج المناسب.