تواجه المرأة في مرحلة انقطاع الطمث تغيّرات جسدية ونفسية متعددة، وتبرز الهبات الساخنة كأبرز الأعراض التي تصيب نسبة كبيرة تصل إلى ثمانية من كل عشر نساء وتُربك الحياة اليومية وتؤثر في النوم والمزاج والنشاط البدني، ورغم شيوعها فإن السيطرة عليها ممكنة من خلال دمج استراتيجيات مختلفة تشمل تعديلات في نمط الحياة، علاجات دوائية غير هرمونية، أو اللجوء إلى العلاج الهرموني عند الحاجة.
ما الهبات الساخنة؟
الهبة الساخنة تُشعر المرأة باندفاع مفاجئ للحرارة غالباً في الوجه أو الصدر أو الرقبة، يصاحبها تعرّق شديد وتعرق ليلي أحياناً، وعند حدوثها أثناء النوم تستمر غالباً من دقيقة إلى خمس دقائق، وقد تعقبها قشعريرة أو خفقان في القلب، وتختلف وتيرة النوبات بين امرأة وأخرى حتى عشرات النوبات في اليوم في بعض الحالات.
متى تبدأ ومتى تتوقف؟
تبدأ هذه الأعراض غالباً في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وتستمر أحياناً لسنوات، وبعض النساء تتحسن لديهن الأمور خلال نحو أربع سنوات، فيما تستمر لدى أخريات حتى العقد السادس أو السابع من العمر.
تغييرات نمط الحياة
تبدأ السيطرة من خلال تغييرات بسيطة في الحياة اليومية، مثل ارتداء طبقات من الملابس لتسهيل التعديل على الحرارة، وتجنب الأطعمة الحارة والمشروبات المنبهة، وممارسة اليوغا أو التأمل، والحرص على وجود مكان بارد عند بدء النوبة، كما تلجأ بعض النساء إلى مكملات غذائية مثل الصويا لكنها ليست مثبتة علمياً وتستلزم استشارة الطبيب قبل استخدامها.
الأدوية غير الهرمونية
عند عدم كفاية التغييرات الحياتية، يمكن اللجوء إلى أدوية غير هرمونية، أبرزها مضادات الاكتئاب من فئة SSRIs التي أظهرت فاعلية في تقليل الأعراض، كما قد تُستخدم أدوية مضادّة للصرع وأدوية لخفض ضغط الدم في بعض الحالات، مع ضرورة متابعة وظائف الكبد وتقييم الآثار الجانبية.
العلاج الهرموني
يبقى العلاج الهرموني الأكثر فاعلية في تخفيف الهبات وأعراضها المصاحبة مثل تقلب المزاج وجفاف المهبل، وهو يشمل استكمال الاستروجين وحده أو مزيجه مع البروجستيرون، خاصة إذا كانت الأعراض متعددة، لكن هذا العلاج قد يرفع احتمال حدوث جلطات دموية أو أنواع من السرطان عند الاستخدام الطويل، لذا يجب أن يتم تحت إشراف طبي صارم مع اختيار الشكل الأنسب من العلاج مثل أقراص أو لصقات جلدية أو لولب رحمي يفرز البروجيستين.
الهبات الساخنة وإدارتها
يمكن إدارتها بذكاء من خلال دمج تغييرات نمط الحياة مع الأدوية غير الهرمونية أو العلاج الهرموني عند الضرورة، وتستعيد المرأة بذلك توازنها وجودة حياتها، مع الاستمرار في التشاور مع الطبيب لتحديد الخيار الأنسب لكل حالة.
