رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

متلازمة الرجل الشجرة: مرض نادر يحوّل جلد المصابين ليشبه أغصان الشجر

شارك

يظهر اضطراب نادر يعرف بمتلازمة الرجل الشجرة بنمو جلدي كثيف يشبه الثآليل، يتحول إلى كتلة خشبية تغطي الأطراف والجسم وتؤثر في الحركة والمظهر مع ألم شديد أحيانًا.

متلازمة الرجل الشجرة وأسبابها

تشير التقديرات إلى أن عدد المصابين عالميًا يتراوح بين 12 و200 شخص فقط، ما يجعلها من الأمراض الأكثر ندرة. ويرتكز سببها على خلل في الجهاز المناعي يجعل الجسم غير قادر على مكافحة فيروس HPV، وهو نفس الفيروس الذي يسبب الثآليل العادية والثآليل التناسلية. نتيجة هذا الضعف المناعي، تنمو كتلات بنية ومتصلبة تشبه الأغصان أو اللحاء على اليدين والقدمين وأجزاء أخرى من الجسم.

ورغم إمكان إزالة هذه النماءات جراحيًا، غالبًا ما تعود للنمو من جديد بعد فترة، ما يجعل العلاج مؤلمًا بصريًا وجسديًا، ويحد من قدرة المرضى على الحركة واستخدام أيديهم.

يؤكد جراح التجميل الدكتور أنتوني يون أن هذه الحالة نادرة جدًا وتنتقل عادة عبر الوراثة من كلا الوالدين، ويشير إلى أن ضعف المناعة لا يقتصر على تشكل هذه النماءات فحسب، بل يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض أخرى خطيرة، كما أن بعض هذه الأورام قد تتحول إلى أورام سرطانية إذا لم يُعالجها الشخص.

قصص إنسانية مؤثرة

ومن أبرز القصص التي صدمت العالم حالة أبو باجندر، الرجل البنغلاديشي الذي خضع منذ عام 2016 لأكثر من 25 عملية جراحية لإزالة النُّموّات الجلدية، فغطي جسده بالكتل حتى يديه وقدميه بالكامل. ورغم نجاح بعض العمليات في تقليل التشوهات مؤقتًا، تدهورت حالته لاحقًا واضطر إلى طلب بتر يديه لتخفيف الألم الذي لا يحتمل. قال في تصريح له إنه لم يعد يستطيع النوم ليلاً، وإن الألم لا يُطاق حتى لو تمت إزالة اليدين، ليظل بذلك حرًا من العذاب. في يناير الماضي أُعيد إدخاله إلى المستشفى بسبب ظهور نموات جديدة وصلت أحيانًا إلى عدة بوصات.

كما سجلت بنغلاديش حالة لطفلة تُدعى موكتاموني غطت التشوهات الجزء العلوي من جسدها، ما سبب لها آلامًا لا تُوصف وجعل من يدها اليمنى عضوًا لا يمكن استخدامه.

التأثير النفسي والآفاق المستقبلية

ويقدر الأطباء أن العدد global للمصابين يتراوح بين 12 و200 شخص فقط، وهو ما يعكس ندرة المتلازمة، إلا أن مظهرها يلفت الانتباه ويكبر المعاناة النفسية للمصابين، حيث يواجهون عزلة اجتماعية وشعورًا بالوصمة. لذلك يعتبر الدعم النفسي والاجتماعي جزءًا أساسيًا من الرعاية إلى جانب التدخلات الطبية.

على الرغم من أن المتلازمة لا تزال بلا علاج نهائي حتى الآن، تستمر الأبحاث في محاولة تحسين العلاجات المناعية والتدخلات الجينية المستقبلية. وحتى ذلك الحين، تظل الجراحة الوسيلة الأساسية لتخفيف الأعراض، مع مخاوف من عودة المرض وتكرر النموات لدى المرضى.

مقالات ذات صلة