يزداد القلق من سرطان الثدي مع تزايد تشخيصه بين النساء الأصغر سناً، رغم أن متوسط العمر عند الإصابة يبلغ نحو 62 عاماً، ولا تعد حالات تشخيص المرض في سن مبكرة أمراً نادراً كما كان سابقاً، فهناك تقارير تؤكد وجود إصابات في أوائل العشرينات.
يؤكد الأطباء ضرورة التوعية والكشف المبكر كخط الدفاع الأول، فمع تزايد الحالات الشابة تزداد الحاجة لرفع الوعي وتسهيل الفحص المبكر وتغيير أساليب الحياة.
تشير الإحصاءات إلى أن كثيرات لا يمتلكن معرفة كافية بكيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي، وأقل من عشرين بالمئة يعرفن الطريقة الصحيحة، وتمنع الوصمة والخوف كثيرات من التحدث عن الأعراض أو اللجوء إلى الطبيب في الوقت المناسب ما يؤدي إلى تشخيص متأخر وفقدان فرص العلاج المبكر.
عوامل الخطر في المنزل والعمل
تُعد أنماط الحياة غير الصحية من العوامل الأساسية، مع ارتفاع الاعتماد على الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة وتراجع النشاط البدني، إضافة إلى أن الإنجاب المتأخر يزيد احتمال الاصابة، كما أن للعوامل الوراثية والتعرض للضغوط في بيئة العمل دور محتمل في رفع المخاطر.
كما أن التوتر المزمن والبيئة الوظيفية المرهقة قد تترك آثاراً سلبية على الصحة العامة، وإن كانت الدراسات لا تزال جارية لإثبات العلاقة المباشرة.
فجوة الوعي والكشف المبكر
لا تتمتع نسبة كبيرة من النساء بالمعرفة الكافية بكيفية إجراء الفحص الذاتي للثدي، فأقل من 20% يعرفن الطريقة الصحيحة، وتعرقل الوصمة الاجتماعية والخوف كثيراً من الحديث عن الأعراض أو التوجه إلى الطبيب في الوقت المناسب، ما يؤدي إلى تشخيص متأخر وفرص علاج أقل.
طرق الفحص والتشخيص
يُعد فحص الماموجرام معيارياً للنساء ابتداء من سن الأربعين، بينما يفيد الفحص بالموجات فوق الصوتية في الحالات الأصغر سناً أو حين تكون الأنسجة كثيفة، وهو ما يساعد في التمييز بين الكتل الحميدة والمشتبه بها. ويؤكد الأطباء أن الفحص المبكر يمثل خط الدفاع الأول، وعلى النساء البدء بإجراء الفحوص السنوية عند بلوغ الأربعين أو قبل ذلك إذا كان هناك تاريخ عائلي.
خطر الانتكاسة بعد العلاج
لا ينتهي القلق عند اكتمال العلاج، فاحتمالية عودة المرض تبقى خلال السنوات الخمس الأولى وقد تمتد حتى عشرين عاماً. وتشير البيانات إلى أن نحو 30% من المريضات قد يتعرضن لانتكاسة، مما يجعل المتابعة الطبية الدورية أمراً ضرورياً.
4 حقائق أساسية يجب أن تعرفها النساء
ينبغي فهم أربع نقاط أساسية: معرفة الوضع الطبيعي للثدي لملاحظة أي تغيّر مبكر؛ أن معظم الكتل ليست سرطانية لكنها تستلزم تقييمًا طبياً فورياً؛ أن التاريخ العائلي عامل مهم في تقدير المخاطر ويجب مشاركة هذه المعلومات مع الطبيب؛ وأن أعراضاً مثل الإفرازات غير الطبيعية أو الألم المستمر أو تغيرات الجلد لا ينبغي تجاهلها.
مواجهة الخرافات
تؤكد الدراسات أن الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة تقلل من خطر الإصابة، وتدعو النساء إلى تجاهل المعلومات غير الدقيقة والتركيز على الإجراءات الوقائية المثبتة علمياً.
دعوة إلى كسر حاجز الخوف
يؤكد الدكتور ثاكواني أن سرطان الثدي لم يعد مرضاً يقتصر على النساء الأكبر سناً، ومع تزايد الحالات في أعمار صغيرة أصبح من الضروري كسر الحاجز والوصمة المرتبطة بالمرض، فالكشف المبكر وتبني أسلوب حياة صحي والمتابعة الطبية المنتظمة عوامل قادرة على إنقاذ حياة آلاف النساء.