رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دراسة: صوت بكاء الرضيع يرفع حرارة الوجه لدى البالغين كآلية لجذب الانتباه

شارك

أظهرت دراسة جديدة أن بكاء الرضع، وخاصة صرخات الألم، يثير استجابات في جسم البالغين تتجاوز مجرد الإحساس العاطفي، فقد تزداد حرارة الوجه لدى المستمعين عندما يسمعون هذه الأصوات.

تشكل صرخات الألم بشكل مختلف عن الأصوات الأخرى التي يصدرها الرضيع، إذ تنقبض عضلات الصدر بقوة وتدفع دفعات عالية من الهواء عبر الحبال الصوتية لإنتاج نغامات غير متوازنة تعرف لدى الخبراء بظواهر غير خطية.

أوضح عالم الأحياء الصوتية من جامعة جان مونيه الفرنسية أن هذه الظواهر الصوتية غير المتناسقة تعد مؤشرات موثوقة لمستوى الضيق والألم الذي يعبر عنه الرضيع.

وقالت النتائج إن مستوى البرمجة اللغوية العصبية في البكاء يعمل على تعديل الديناميكيات الزمنية للاستجابة الحرارية في وجه المستمعين، بغض النظر عن جنسهم.

يمكن للأطباء عادة التمييز بين صرخات الانزعاج والصراخات التي تشير إلى ألم شديد، لكن فهم الآليات التي تؤدي إلى هذا التأثير المعرفي الأعلى يظل غير واضح تماماً حتى الآن.

أراد فريق بقيادة باحثين من جامعتين فرنسيتين معرفة كيف تؤثر هذه الأصوات على أنظمة الجهاز العصبي للبالغين على مستوى اللاوعي والآثار الفسيولوجية المصاحبة.

اختبر الباحثون ردود فعل 41 مشاركاً (21 رجلاً و20 امرأة، بمتوسط عمر 35 عاماً) تجاه مجموعة من 23 مقطعاً صوتياً سُجلت من 16 رضيعاً مختلفاً أثناء شعورهم بانزعاج بسيط أثناء الاستحمام أو ألم تلقي لقاح.

بينما كان المشاركون يستمعون، رصدت كاميرا حرارية تغيّرات في حرارة وجوههم.

ارتفاع حرارة هذا الجزء من الجسم يعد مؤشراً على استجابة لا إرادية من الجهاز العصبي اللاإرادي، وهو الجزء الذي يتحكم في وظائف داخلية مثل معدل ضربات القلب والتنفس والهضم.

وبعد الاستماع، أبلغ المشاركون عما إذا كانوا يعتقدون أنهم سمعوا إشارات إلى عدم الراحة أو الألم.

وكشف الباحثون أن الاختلافات في درجة حرارة وجه المستمع تعكس الألم الذي يعبر عنه بكاء الطفل، وهو دليل على استجابة عاطفية لا إرادية مرتبطة بالبكاء.

وأظهرت الصرخة الأعلى من البرمجة اللغوية العصبية استجابة فسيولوجية أقوى لدى وجوه المشاركين، ما يشير إلى أن هذه الأصوات الفوضوية أكثر فعالية في جذب انتباه البالغين على المستوى الفسيولوجي من الصرخات الأقل تنظيماً.

وقد لوحظت هذه الاستجابة للبكاء عالي البرمجة اللغوية العصبية بشكل متساو لدى المشاركين من الذكور والإناث، مما يضيف إلى نتائج سابقة تشير إلى أن كلا الجنسين يمكنهما تحديد الألم بشكل موثوق في بكاء الرضيع.

وقال الباحثون إن النتائج تبقى أولية وتثير عدة أسئلة، سواء من حيث تفسيرها أو من منظور المنهجية المتبعة.

أولاً، كانت خبرة المشاركين مع الأطفال محدودة أو معدومة، لذا قد لا تعكس هذه النتائج استجابات الآباء ذوي الخبرة في الواقع الحقيقي.

وأشاروا إلى أن الصرخات المستخدمة في الدراسة هي أصوات طبيعية ومزيج صوتي معقد، ولم يحددوا حتى الآن أي عمليات البرمجة اللغوية العصبية التي تثير الاستجابة الحرارية، أو ربما يكون المزج المربك من الظواهر الصوتية ما يرسل إشارات استغاثة قوية كهذه.

مقالات ذات صلة