رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

اختبار بول جديد يكشف عن سرطان البروستاتا بدقة

شارك

ابتكار اختبار بولي غير جراحي لكشف سرطان البروستاتا

أعلن فريق البحث عن اختبار تشخيصي غير جراحي يعتمد على تحليل عينات البول لتحديد وجود سرطان البروستاتا، وهو ما قد يقلل من اللجوء إلى الخزعات الجراحية المؤلمة عادةً لتأكيد التشخيص.

يستند الاختبار إلى تحليل مجموعة من المؤشرات الحيوية الرصدت في عينات البول لمرضى مصابين بسرطان البروستاتا، حيث حدد الباحثون ثلاثة مؤشرات رئيسية هي TTC3 وH4C5 وEPCAM أظهرت قدرة عالية على كشف وجود المرض.

وتبين أن هذه المؤشرات ظهرت بوضوح في عينات البول قبل الجراحة لكنها اختفت تقريبًا بعد استئصال البروستاتا، ما يؤكد أنها مصادر أنسجة البروستاتا نفسها.

وتظهر نتائج الدراسة في دورية eBioMedicine، وتشير إلى أن النهج الجديد يساعد في التغلب على محدوديات اختبار PSA الشائع الذي يقيس مستوى بروتين تنتجه أنسجة البروستاتا سواء كانت طبيعية أو سرطانية.

على الرغم من أن ارتفاع PSA فوق 4 نانوجرام/مل يعتبر إشارة غير طبيعية، فإن هذا الفحص يفتقر إلى الدقة الكافية، ما يستدعي غالبًا إجراء خزعات متعددة باستخدام إبر دقيقة للحصول على عينات من الأنسجة.

أكد الدكتور رانجان بيريرا، الباحث الرئيسي في الدراسة ومدير مركز بيولوجيا الحمض النووي الريبوزي في مستشفى جونز هوبكنز للأطفال بولاية فلوريدا، أن الاختبار الجديد يمثل تقدما مهمًا، قائلاً: “هذه اللوحة من المؤشرات الحيوية تقدم اختبارًا تشخيصيًا غير جراحي، واعدًا، وحساسًا، ومحددًا لسرطان البروستاتا ولديه القدرة على تقليل الخزعات غير الضرورية وتحسين دقة التشخيص حتى لدى المرضى الذين تكون نتائج فحوص PSA ضمن النطاق الطبيعي.”

المزايا والآفاق والتطبيقات

أوضح البروفيسور كريستيان بافلوفيتش، أستاذ أورام المسالك البولية بجامعة جونز هوبكنز، أن الاختبار يوفر ميزة كبيرة بجمع عينات البول بسهولة في العيادات، وإذا اعتمدنا مؤشرات دقيقة فيه فسيكون إضافة مهمة لأدوات التشخيص الحالية.

شملت الدراسة تحليل 341 عينة بول في المرحلة الأولى ثم أكثر من ألف عينة إضافية للتحقق من فعاليته، وجمعت العينات من مرضى في مراكز طبية بينها مستشفى جونز هوبكنز ومعهد أدفنت هيلث للسرطان في فلوريدا.

وأظهرت النتائج أن المؤشرات الثلاثة تميّز بين سرطان البروستاتا وأمراض مثل تضخم البروستاتا الحميد أو التهاب البروستاتا، وهو ما يتيح تشخيصًا أدق وتقليل التدخلات غير الضرورية وفقًا للدكتور فيبول باتيل، مدير قسم أورام المسالك البولية بمعهد أدفنت هيلث.

وأكد الفريق أن الخطوات التالية تشمل إجراء تجارب مستقلة في مؤسسات طبية أخرى وتطوير الاختبار ليصبح متاحًا في المختبرات السريرية، كما تم تسجيل براءة اختراع خاصة به وبدعم من مؤسسات مثل مؤسسة سرطان البروستاتا الدولية ومركز جونز هوبكنز كيميل للسرطان.

يأمل الباحثون أن يمثل هذا الإنجاز نقطة تحول في تشخيص سرطان البروستاتا كونه واحدًا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا وأحد أسباب الوفاة عالميًا، عبر توفير وسيلة آمنة وبسيطة وغير جراحية للكشف المبكر والدقيق عن المرض.

مقالات ذات صلة