تُوفيت النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالى عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات في السينما والمسرح والجهود الثقافية، تاركة أثرًا عميقًا في الذاكرة الفنية العالمية.
ولدت في 15 أبريل 1938 في حلق الوادي بتونس، لأبوين من عائلة صقلية استقرت في تونس، ونشأت في بيئة متعددة الثقافات شكّلت رؤيتها الفنية وعمقت ارتباطها بالفنون عبر ثقافات متنوعة.
بدأت مسيرتها بالصدفة تقريبًا عندما فازت بلقب “أجمل إيطالية في تونس” عام 1957، وهو اللقب الذي قادها إلى مهرجان فينيسيا السينمائي، حيث لفتت الأنظار إليها فالتقطها المنتج فرانكو كريستالدي ليكون نقطة انطلاقها في عالم الفن.
شهرتها العالمية انطلقت عام 1963 عندما شاركت في فيلم 8½ للمخرج فيديريكو فِلِّلينِي وبطولة إلى جانب بيرت لانكستر في فيلم الفهد، لتترك بصمة قوية في سينما تلك الحقبة وتتبعتها أعمال كثيرة بلغت أكثر من مئة وخمسين عملاً.
تركّزت بصمتها في بداياتها على أعمال كلاسيكية، حيث تركت آثارًا لا تُنسى في فيلم Rocco e i suoi fratelli من إخراج لوتشينو فيسكونتي، كما لعبت دور البطولة أمام جان بول بلموندو في Cartouche (1963)، وهو عمل فرنسي-أوروبي شهير عن الحقبة الاستعمارية.
واجهت تحديات شخصية حين انتهت علاقتها المهنية مع فرانكو كريستالدي، لكنها لم تفقد قناعاتها، فصارت صوتًا قويًا لحقوق المرأة وتعاونت مع منظمات عدة، كما تشرفت بأن تكون سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسكو منذ عام 2000.
إسهاماتها الإنسانية والتقدير الرسمي
تُوجت بجائزة الدب الذهبي الفخرية في مهرجان برلين السينمائي عام 2002 تقديرًا لمساهماتها في عالم السينما، واستمرت في حضورها الفني بمشاريع مختارة، منها المسلسل السويسري “Bulle” (2020) وفيلم “مدينة مارقة” على نتفليكس، كما ظهرت في الإنتاج التونسي “جزيرة العفو” عام 2022، ثم أقام متحف MoMA في نيويورك معرضًا استعاديًا لأعمالها عام 2023.
أبرز أعمالها وآثارها الفنية
وتظل من أبرز أعمالها التي لاقت نجاحًا عالميًا: “A Man in Love” و”L’été prochain” و”Hiver 54, l’abbé Pierre” و”La batalla de los Tres Reyes” وغيرها، وهي أسماء تعكس تنوع مسيرتها بين الإنتاج الإيطالي والفرنسي والعالمي، وتشهد على مكانتها كإحدى علامات السينما في تلك الحقبة.