يؤكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي نموذجاً مؤسسياً رائداً في الفتوى الوسطية التي تعبر عن روح الإسلام السمحة وتواكب متطلبات العصر. منذ تأسيسه برئاسة معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه وبفضل الدعم الكريم من القيادة الرشيدة، سعى المجلس إلى بناء منظومة إفتائية مؤسسية تعزز القيم الوطنية والإنسانية وترسخ قيم الوسطية والاعتدال في المجتمع.
رؤية عالمية ورسالة أصيلة
يهدف المجلس إلى تحقيق الريادة العالمية في الفتوى عبر إفتاء موثوق ومؤصل مدعوم بكفاءات وطنية متميزة في منظومة رقمية ذكية تعكس الهوية الحضارية لدولة الإمارات. وتستند رسالته إلى قيم الاعتدال والإنسانية والموثوقية والفكر الاستباقي، وهي قيم جعلته مرجعاً فقهياً رائداً يعبر عن البعد الحضاري ويرسخ التزام الإمارات بتعزيز التعايش والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان.
محطات بارزة في مسيرة الفتوى
شهدت مسيرة الفتوى في الدولة تطوراً تدريجياً، فبعد الاتحاد عام 1971 كان الناس يلجؤون إلى أئمة المساجد والمطاوعة، ثم بدأت مرحلة تنظيم الفتوى بإشراف وزارة العدل على لجان الإفتاء بالتنسيق مع الجهات المعنية. وفي عام 2006 أنشئت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تلاها تأسيس المركز الرسمي للإفتاء عام 2008، ثم جاء تأسيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي عام 2017 ليشكل نقلة نوعية في هذا المجال، وصولاً إلى عام 2024 حيث صدر القانون الاتحادي رقم 24 بشأن المجلس؛ الذي رسخ الهوية الوطنية للمجلس ومنحه صلاحيات أوسع للقيام بدوره الريادي.
اختصاصات وخدمات رقمية مبتكرة
يتولى المجلس إصدار الفتاوى العامة والاستباقية، وتحري الأهلة، وتأهيل المفتين، إلى جانب تعزيز الشراكات العالمية. كما يقدم خدمات إفتائية رقمية عبر موقعه الإلكتروني وتطبيق الفتوى وحسابه الرسمية، ويعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات متقدمة، فضلاً عن أرشيف ضخم يضم ملايين الفتاوى المصنفة.
مبادرات ومؤتمرات رائدة
أطلق المجلس مبادرات رسخت مكانته مركزاً للحوار الفقهي المعتدل، منها مؤتمر فقه الطوارئ خلال جائحة كورونا بمشاركة علماء من أكثر من 45 دولة، ومؤتمر نحو الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية الذي تناول قضايا الذكاء الاصطناعي والطب بمشاركة 160 عالماً من 50 دولة، وملتقى الشواف لتحري الأهلة الذي عزز ريادة الإمارات في الرصد الفلكي.
دور وطني ومجتمعي
في إطار المبادرة الوطنية «عام المجتمع 2025» تحت شعار «يداً بيد»، وجه المجلس جهوده لتعزيز التماسك الأسري والمجتمعي عبر فتاوى وإصدارات توعوية موجهة للأسرة والشباب، بما يرسخ القيم المشتركة ويعزز دور الدين في بناء مجتمع متماسك يسير بخطى واثقة نحو المستقبل.
وبهذه الجهود أثبت مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي مكانته كمرجع رسمي وموثوق للفتوى، يجمع بين أصالة الفقه ومستجدات العصر، ويعكس الهوية الحضارية لدولة الإمارات القائمة على قيم التسامح والاعتدال، معززاً مكانته في التعايش والتسامح ليكون نموذجاً حضارياً ملهماً للأجيال ومساهماً في نشر قيم العدل والسلام على المستويين المحلي والعالمي.