توزيع الدهون وصحة الدماغ
أظهر تحليل متعدد الوسائط مبني على بيانات البنك الحيوي البريطاني ارتباطاً قوياً بين توزيع الدهون في الذراعين والساقين والجذع والسمنة الحشوية مع أنماط محددة من تغيرات الدماغ، بما في ذلك تضاؤل قشرة المخ وتغيرات في المناطق تحت القشرية، واضطراب في الاتصال الوظيفي، وتراجع سلامة المادة البيضاء، وتتركز هذه الروابط في أربعة أنظمة رئيسة هي الحسية الحركية، والحوفية، والوضع الافتراضي، وتحت القشرية-المخيخية-جذع الدماغ.
وحددت النتائج أن الدهون الحشوية لديها أقوى الروابط السلبية، مثل انخفاض كثافة المحور العصبي وزيادة اختلال النسيج، وارتباط فجوات عمر الدماغ مع السمنة الحشوية وتراجع الأداء في التفكير والوظيفة التنفيذية وسرعة المعالجة والذاكرة.
وأشار الباحثون إلى أن السمنة تغير بنى الدماغ ووظائفه، بما في ذلك انخفاض المادة الرمادية، واضطراب المادة البيضاء، وضعف الاتصالات العصبية، وكل ذلك يرتبط بتدهور معرفي.
اعتمدت الدراسة قياسات السمنة على امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DXA)، وقست صحة الدماغ عبر التصوير بالرنين المغناطيسي الهيكلي والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي عند الراحة والتصوير الانتشاري، كما قيّمت الأداء الإدراكي عبر مهام تقيس التفكير، والوظيفة التنفيذية، وسرعة المعالجة، والذاكرة، وطبّقت نماذج لتقدير عمر الدماغ لتحديد فجوات العمر لدى كل جهاز تصوير.
دلالات النتائج على فهم شيخوخة الدماغ
أوضحت النتائج أن السمنة تؤثر بشكل متباين على شيخوخة الدماغ والإدراك بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، وأن الدهون الحشوية على وجه الخصوص تلعب دوراً غير متناسق في خطر التدهور المعرفي العصبي.
وذكرت الدراسة أن تقييمات صحة الدماغ والتدخلات الصحية قد تحتاج إلى مراعاة توزيع الدهون بجانب BMI عند معالجة مخاطر التدهور المعرفي، حيث تعتبر هذه الأنماط دليلاً على ارتباط السمنة بشيخوخة الدماغ والإدراك.
وأشارت إلى أن الدراسات السابقة اعتمدت BMI كمقياس رئيسي للسمنة وهو مقياس عام يفشل في رصد اختلافات بيولوجية في مخازن الدهون، بينما تؤثر الدهون في مناطق مختلفة على المسارات الأيضية والالتهابية بشكل مختلف، وأن الدهون الحشوية ودهون الأطراف تسهم بشكل غير متساوٍ في مخاطر الأمراض.