تشهد الفنانة الشابة رحمة أحمد وعكة صحية مفاجئة أثارت قلق جمهورها، حيث أصيبت بمشكلة في الكبد تسببت في تضخم حجمه واستدعت إجراء فحوصات دقيقة ونقلها إلى مستشفى لتقييم حالتها.
الكبد من أهم أعضاء الجسم، فهو يساعد في الهضم وتصفية المواد الضارة وتخزين العناصر الغذائية ودعم الاستجابة المناعية، وهو جزء أساسي من العديد من العمليات الحيوية التي تحافظ على صحتنا.
ما تضخم الكبد؟
ليس مرضًا بحد ذاته، بل علامة جسدية تدل على وجود مشكلة صحية تؤثر في الكبد؛ فعندما يكبر حجمه غالبًا يرد الكبد على محفزات داخلية مثل الالتهاب أو تراكم الدهون أو عدوى أو اختلال في التوازن الأيضي، وتأكيد السبب يتطلب غالبًا فحوصات مثل التصوير وتحاليل الدم.
ما الذي يسبب تضخم الكبد؟
قد ينتج التضخم عن عدة حالات صحية، بعضها قابل للشفاء بتغيير نمط الحياة بينما يحتاج البعض الآخر تدخلاً طبيًا ومتابعة طويلة. فمرض الكبد الدهني غير الكحولي يحدث حين تتزايد الدهون في الكبد مع قلة تناول الكحول أو بدونها ويرتبط بالسمنة وارتفاع سكر الدم ومشاكل الكوليسترول؛ كما أن الالتهاب الكبدي الناتج عن عدوى فيروسية مثل A أو B أو C قد يسبب تورمًا وتلفًا إن لم يعالج مبكرًا. أما التليف الكبدي فيخلق أنسجة ندبية تعيق وظيفة الكبد وتؤدي إلى تغيرات في حجمه، في حين قد تسبب الأورام الحميدة والسرطانية تضخمًا في الكبد أحيانًا، وفي حالات أخرى ينتشر سرطان من أماكن أخرى إلى الكبد. وجود مشاكل في القلب، خاصةً الجانب الأيمن، قد يؤدي إلى تجمع دموي في الكبد وتضخمها نتيجة زيادة الضغط في الأوعية الدموية، كما أن اضطرابات أيضية ووراثية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية أو مرض ويلسون قد تؤثر في صحة الكبد وتسبب التضخم. ولا ننسى أن عدوى أخرى مثل الملاريا أو أمراض طفيلية قد تساهم أيضًا في تورم الكبد.
هل يمكن علاج تضخم الكبد؟
نعم، يمكن العلاج إذا عُرف السبب الجذري للمشكلة، فبالنسبة للكبد الدهني يعتمد العلاج أساسًا على تغييرات في نمط الحياة مثل فقدان الوزن وتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام. أما الالتهابات الفيروسية فغالبًا ما تتطلب أدوية مضادة للفيروسات أو أدوية مثبطة للمناعة حسب النوع، بينما قد يحتاج التليف في الحالات الشديدة إلى أدوية أو تغييرات في نمط الحياة أو حتى زراعة كبد. التضخم المرتبط بمشكلة قلبية يجب أن يركز على علاج المشكلة القلبية الأساسية. وتُدار الحالات الوراثية والأيضية تحت إشراف طبي متخصص وبمتابعة مستمرة، ومع اكتشاف المشكلة مبكرًا تكون فرص العلاج أكثر فاعلية بأقل تدخلاً.
كيفية الوقاية من جميع أمراض الكبد
يمكن تقليل فرص الإصابة بمشاكل الكبد عبر الحفاظ على وزن صحي وتبني نظام غذائي متوازن يشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومصادر البروتين الخالية من الدهون، وتجنب الكحول تمامًا أو تقليله قدر الإمكان، وممارسة التمارين بانتظام لدعم التمثيل الغذائي. كما يجب الحذر عند استخدام الأدوية وتجنب الأدوية التي تُصرف دون وصفة أو الأعشاب التي تُصرف بدون إشراف طبي. إذا كان لديك عوامل خطر، ففكر في التطعيم ضد التهاب الكبد A وB للمساعدة في حماية الكبد من الإصابات المحتملة.