صرّح سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم استثمار، وأن تأهيل الكفاءات الوطنية وفق أعلى المعايير العالمية يضمن مستقبل إمارة دبي ويعزز ريادتها عالمياً.
وتحدث خلال فعاليات «ملتقى محمد بن راشد للقادة»، الملتقى السنوي المتخصص في الإدارة والقيادة، الذي نظمه مركز محمد بن راشد لإعداد القادة بمشاركة نحو 1000 شخصية قيادية من القطاعين الحكومي والخاص في دبي، لمناقشة التحول الإداري والقيادي المستقبلي وتثبيت أفضل الممارسات القيادية والإدارية، بما يسهم في تحقيق رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن تكون دبي أفضل مدينة في العالم.
برنامج دبي للخبراء الماليين وأهدافه
وقد صُمم البرنامج لتعزيز المعرفة والقدرات لدى الإماراتيين في قطاع الخدمات المالية، عبر تجربة تعليمية متميزة تجمع بين تعليم تنفيذي عالمي المستوى وإتاحة الوصول إلى كبار المبتكرين والتنفيذيين من مستوى الإدارة العليا، وتطوير العقلية الريادية وتقوية المهارات القيادية.
استهدف البرنامج مواطني دولة الإمارات الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً، ممن يمتلكون خبرة مهنية تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، بما في ذلك العمل في القطاع المالي، وتم اختيار منتسبيه بناء على تقييم كفاءاتهم القيادية والمالية، مع أساس تعليمي قوي، إلى جانب امتلاكهم مهارات قيادة الفريق أو إدارة المشاريع الاستراتيجية والدافع لتحقيق النجاح.
الجهات المشاركة ومسار البرنامج
مثلت دفعة البرنامج الأولى 16 جهة حكومية وخاصة هي: دائرة المالية في حكومة دبي، مجموعة موانئ دبي العالمية، مركز دبي للأمن الاقتصادي، غرف دبي، سلطة دبي للمناطق الاقتصادية المتكاملة، شرطة دبي، طيران الإمارات، هيئة الأوراق المالية والسلع، هيئة تنمية المجتمع في دبي، بنك الإمارات دبي الوطني، البنك التجاري الدولي، بنك دبي التجاري، بنك أبوظبي الأول، بنك المشرق، بنك رأس الخيمة الوطني، وماستركارد.
التجربة التعليمية والأنشطة
شارك المتسـتـبعون خلال البرنامج في دورة تعليم تنفيذي حول الابتكار في الخدمات المالية والقيادة الهادفة، وذلك في كلية سعيد لإدارة الأعمال التابعة لجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة. وتعرفوا على مواضيع مهمة شملت التكنولوجيا المالية، والابتكار في الخدمات المصرفية، وأخلاقيات العمل والامتثال، والاستعداد للذكاء الاصطناعي وتحولاته في القطاع المالي، والتمويل الرقمي، والقيادة المستقبلية، والبلوك تشين، كما اطلعوا على عروض من شركات ناشئة للتعرف على أبرز الأفكار الريادية.
وساهم البرنامج في اكتساب المنتسبين أحدث المعارف والمهارات القيادية اللازمة لمواجهة تحديات القطاع المالي، إضافة إلى تطوير قدراتهم في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وقيادة فرق العمل بكفاءة في بيئة أعمال ديناميكية. وخاضوا تدريباً عملياً في نخبة من كبرى المؤسسات المالية وشركات الابتكار ضمن مركز دبي المالي العالمي، كما زاروا شركات متخصصة في مجال الابتكار في وادي السليكون بالولايات المتحدة، ما أتاح لهم التواصل وبناء العلاقات مع كبار المسؤولين التنفيذيين.
ومنح البرنامج المشاركين فرصة الاطلاع على أحدث الابتكارات وبناء شبكات مهنية عالمية تُمهد لشراكات مستقبلية، وصولاً إلى تنفيذ مشاريع تخرج تركّز على تحقيق أثر ملموس وتساهم في نقل المعارف والخبرات المكتسبة إلى بيئة العمل.
وفر البرنامج مجموعة من المرشدين المتخصصين الذين قدموا الدعم والتوجيه العملي للمنتسبين خلال رحلتهم التدريبية، مستفيدين من خبراتهم القيادية والعملية.
دور مركز محمد بن راشد لإعداد القادة وغاياته
يُذكر أن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة نجح منذ تأسيسه في ترسيخ مكانته ضمن أفضل المراكز العالمية في عملية تطوير القيادات، حيث يترجم المركز رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أولوية الاستثمار في الإنسان باعتباره أساس نجاح الاستراتيجيات التنموية وغايتها.
ويهدف المركز إلى «إعداد قادة الغد»، ويسعى إلى تحديد وبناء وتطوير القيادات الإماراتية على المستويات كافة، عبر برامج نوعية وأنشطة هادفة تسهم في تأهيل شخصيات قيادية تتمتع بمهارات حيوية متنوعة، وتستطيع التكيّف مع المستجدات والتعامل مع التغيرات بمرونة وذكاء، وتتمتع بالكفاءة وسعة الاطلاع التي تؤهلها لاتخاذ قرارات جوهرية، وابتكار الحلول لتحديات المستقبل.