أثار تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بعد ظهوره في فيديو يحذر النساء الحوامل من استخدام دواء باراسيتامول بسبب ارتباطه بالتوحد.
تشير الدراسات إلى أنه لا توجد علاقة سببية مباشرة مثبتة بين استهلاك الباراسيتامول أثناء الحمل وإصابة الأطفال باضطرابات مثل التوحد أو فرط الحركة، وفق ما ذكرته الكليات والهيئات الصحية المعنية مثل الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) وغيرها من الجهات الطبية العالمية.
وبالمثل، أكدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن الأبحاث لا تزال قيد المراجعة وتكتفي بإضافة تحذير احترازي ضمن النشرات الداخلية، وليست إعلانًا عن خطر محدد، فهذه خطوة روتينية تتخذها الهيئات الصحية مع أدوية كثيرة.
الأدوية والحمل عبر المراحل الثلاث
الثلث الأول (0–13 أسبوعًا) هو مرحلة تكوين الأعضاء وهو الأخطر، لذا يُتجنب إعطاء معظم الأدوية إلا إذا كانت ضرورية للغاية.
الثلث الثاني (14–27 أسبوعًا) يُعد الأكثر أمانًا نسبيًا، حيث يمكن وصف بعض الأدوية المحدودة تحت إشراف الطبيب.
الثلث الثالث (28–40 أسبوعًا) تعود درجة الخطر للارتفاع مجددًا، إذ قد تؤثر بعض الأدوية على قلب الجنين أو تسرع من إغلاق القناة الشريانية قبل الأوان.
الأدوية الممنوعة في الحمل
من أبرز الأدوية التي يجب الابتعاد عنها:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك، خاصة في المرحلة الأخيرة.
الأسبرين بجرعات عالية، لأنه يزيد من خطر النزيف.
بعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين والكينولونات.
أدوية معينة لعلاج الصرع والاكتئاب والضغط.
المسكنات المسموح بها
الخيار الأول والأكثر أمانًا هو الباراسيتامول، وتُحدِّد الجرعة عادةً بـ4 جرامات في اليوم كحد أقصى، ويفضل دائمًا استخدام أقل جرعة وأقصر مدة ممكنة. في بعض الحالات المحدودة قد يُسمح باستخدام مسكنات موضعية على شكل كريم أو جل لتخفيف آلام العضلات.
من يحدد الجرعة بدقة؟
لا تُترك مسألة الجرعة لطبيب النساء وحده في جميع الأحوال؛ إذا كانت الحامل تعاني من مرض مزمن مثل القلب أو الكلى، يتم التنسيق مع الطبيب المتخصص في ذلك المجال بجانب طبيب النساء لضبط الخطة العلاجية.
الفئات الأكثر خطورة
بعض السيدات يجب أن يتجنبن الأدوية بشكل شبه كامل إلا عند الضرورة القصوى، مثل المصابات بأمراض الكبد أو الكلى، وهذه الفئة تحتاج متابعة دقيقة من أكثر من تخصّص.