الإمارات نيوز – حسام لبش
انطلقت، اليوم الجمعة بمدينة أصيلة أشغال الدورة الخريفية من موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ46، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وجاءت الانطلاقة بندوة تكريمية استثنائية خُصصت لاستحضار مسيرة مؤسس الموسم، الوزير والدبلوماسي الراحل محمد بن عيسى، في لحظة وصفها الأمين العام للمؤسسة، حاتم البطيوي، بأنها “انتقالية ومحمّلة بالرمزية”.
وفاء مؤسساتي لمدرسة محمد بن عيسى
أكد البطيوي في كلمته الافتتاحية أن انعقاد الدورة الحالية بالشكل الذي خطط له الراحل، يعدّ ترجمة عملية للوفاء المؤسساتي والأخلاقي لمساره المتميز، مضيفا أن افتتاحها بندوة تكريمية لم يكن وليد اللحظة، بل “خيار ثقافي واعٍ يرمي إلى إبراز جهود مؤسس المشروع الذي تجاوز حدود المدينة ليصبح رمزاً لفكرة الانفتاح ذاتها”.
وكشف البطيوي أن الراحل أشرف شخصياً على إعداد تفاصيل هذه الدورة قبل أسابيع من رحيله، مشيرا إلى أن المؤسسة واجهت تحدياً صعباً لتدارك الفراغ الذي خلّفه غيابه المفاجئ، لكن “مدرسة محمد بن عيسى أنجبت نساءً ورجالاً أوفياء قادرين على ضمان الاستمرارية رغم الحزن الكبير”.
وفي تصريح خص به الإمارات نيوز، شدد البطيوي على أن الدورة تمثل لحظة انتقالية دقيقة بين الاستمرارية والانفتاح على رؤية جديدة تستشرف المستقبل، موضحاً أن المؤسسة ستعمل على إعادة قراءة التجربة في ضوء التحولات الراهنة، مع توسيع دائرة المشاركة وتعزيز حضور الشباب.
وأضاف: “الهوية الثقافية للموسم ستظل راسخة، لكن بروح من التجديد والإشراك، في وفاء تام لنهج المؤسس وقيمه”، مشيرا إلى أن “روح أصيلة ستستمر كأفق حضاري ممتد، وليست مجرد برنامج ظرفي، لأنها تجسد مشروعاً ثقافياً مغربياً بامتداد إنساني”.
دعم ملكي وحضور وازن
أبرز البطيوي اعتزاز المؤسسة بالرعاية السامية التي يخص بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس هذا الحدث، معتبراً أن هذا الدعم الملكي الموصول “يمنح الموسم بعده الاستراتيجي ويكرّس مكانة الثقافة ضمن رؤية التنمية الوطنية”.
الجلسة الافتتاحية شهدت حضور وزير العدل عبد اللطيف وهبي إلى جانب شخصيات فكرية وسياسية وفنية من المغرب والخارج، حيث قُدمت شهادات مؤثرة في حق الراحل، أشادت بمساره كرجل دولة جمع بين المسؤولية العمومية والرؤية الثقافية الخلاقة.
برنامج غني حتى 12 أكتوبر
تتواصل فعاليات الدورة حتى 12 أكتوبر، وتتضمن مجموعة من الندوات الفكرية والفنية، من بينها ندوة بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد حول الفضاء الأطلسي، وأخرى حول العلاقة بين الفن وسلطة التقنية، إضافة إلى معارض تشكيلية وورشات موجهة للأطفال واليافعين.
كما يبرز الموسم في طابعه المتجدد بتنظيمه خلال السنة الحالية ثلاث محطات (ربيعية، صيفية وخريفية)، بما يعكس التزاماً مستمراً بتنمية الثقافة محلياً وترسيخ موقع أصيلة على خارطة الفعل الثقافي الدولي.