رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

علماء أعصاب يكشفون عن 3 تمارين لإعادة برمجة وظائف الدماغ

شارك

تأثير الأنشطة الحركية المعرفية على الدماغ

تؤكد الأبحاث الحديثة أن ممارسة أنشطة مثل الرقص والفنون القتالية والرياضات الجماعية ليست مجرد وسيلة للياقة أو تحسين المظهر، بل تسهم في إعادة برمجة الدماغ وتغيير بنيته ووظائفه بشكل عميق.

تشير الدراسات إلى أن هذه الأنشطة تعزز الإدراك والذاكرة والانتباه وتدعم المزاج والصحة البدنية، مما يحافظ على وظائف الدماغ ويرفع من كفاءة الأداء اليومي.

يُفرز الدماغ الإندورفين أثناء الحركة، وهو الهرمون المرتبط بالسعادة وتقليل التوتر، كما أن الحركات التي تشكل جسدنا تعيد تشكيل العقول وتطورها على المدى الطويل.

تشير الدلائل إلى أن الأنشطة المعقدة التي تتطلب تركيزاً وتفاعلاً اجتماعياً، مثل الرقص أو الفنون القتالية أو الرياضات الجماعية، توفر للدماغ تحدياً أكبر من التمارين التقليدية مثل الجري أو رفع الأثقال.

لماذا الرقص والفنون القتالية والرياضات الجماعية؟

تمتاز هذه الأنشطة الثلاثة بدمجها التعلم والحركة والتفاعل الاجتماعي، مما يخلق بيئة دماغية غنية وتحدياً مستمراً، حيث يلتزم الممارسون بالإيقاع والتوقيت، ويتعلمون تقنيات جديدة باستمرار، ويتأقلمون مع مواقف مختلفة، ويتخذون قرارات سريعة أثناء اللعب أو التدريب، ويتفاعلون مع الآخرين في بيئة جماعية، كما ينسّقون بين الإحساس والحركة لمواجهة مواقف غير متوقعة، وينظمون المشاعر ويحافظون على التركيز العقلي.

هذا المزيج من التحديات الجسدية والعقلية يجعل الدماغ يعمل بمرونة أكبر، ويحفز مناطق متعددة في وقت واحد، وهو ما ينعكس في تحسين القدرة على التركيز والوعي المكاني والتوازن العاطفي.

التغييرات العصبية والتحديات

تشير الدراسات إلى أن النشاط الحركي المعرفي المتكرر، مثل الرقص والفنون القتالية، يعزز سلامة المادة البيضاء في الدماغ ويرفع مستوى الترابط الوظيفي بين المناطق العصبية المختلفة، كما يسهم في زيادة سماكة القشرة الدماغية، وكل ذلك يرتبط بتحسين الانتباه والذاكرة والقدرة على اتخاذ القرارات.

تواجه النتائج حدوداً في الاستمرارية بعد التوقف عن التدريب، كما أن الاستجابة تختلف بين الأفراد حسب نوع النشاط وطريقة ممارسته، إضافة إلى أن أغلب الأبحاث تركزت على مؤشر BDNF وحده، في حين قد تكون مؤشرات عصبية أخرى تلعب أدواراً مهمة لم تُدرس بعد.

مقالات ذات صلة