أثر المشروع في المياه والمجتمعات
أثمر مشروع «غرس الآخرة»، الذي أطلقته جمعية الشارقة الخيرية عام 2014، نتائج إنسانية وتنموية واسعة، حيث بلغت قيمة المساهمات التي تدفقت عبره منذ انطلاقته وحتى نهاية عام 2024 أكثر من 2.2 مليون درهم، وتحوّلت تلك المساهمات إلى واقع ملموس في صورة 140 مشروعاً خيرياً غيّرت حياة الآلاف من الأسر والمجتمعات المستفيدة.
أوضح خالد حسن آل علي، مدير إدارة المشاريع في الجمعية، أن الهدف من المشروع هو منح المتبرعين قناة دائمة للمساهمة عبر مبالغ غير ثابتة يحددها المتبرع نفسه، لتتجمع هذه التبرعات وتُستخدم في تمويل مشاريع كبرى تعجز الأسر الفقيرة والمجتمعات البعيدة عن توفيرها، مبيناً أن مرونة التبرع جعلت منه خياراً مفضلاً للمحسنين الذين يرغبون بعطاء متجدد ومستدام.
وأشار إلى أن الجزء الأكبر من إنجازاته تجسد في حفر 122 بئراً في دول عدة من بينها زيمبابوي وإثيوبيا وساحل العاج وليبيريا والفلبين وألبانيا، مبيناً أن هذه الآبار أعادت الحياة إلى قرى كانت تعاني العطش المزمن وشح المياه، فوفرت للمجتمعات مصدر ماء نظيفاً يسهم في تقليل الأمراض والجفاف، كما أن مشاريع المياه حظيت بالنصيب الأكبر من الدعم في تلك المناطق.
ودعا آل علي أهل الخير إلى مواصلة دعم المشروع عبر قنوات التبرع المخصصة له.
أثر المساجد والتوسع الوقفي
لم يقتصر أثر المشروع على المياه فحسب، بل شمل بناء 13 مسجداً في دول مختلفة من بينها النيجر والهند وكينيا وسيراليون والسنغال وتنزانيا والكاميرون، مبيناً أن هذه المساجد لم تكن مبانٍ للعبادة فحسب، بل مراكز روحية واجتماعية ساهمت في توحيد الناس حول قيم الإيمان والتكافل، وهو ما جعلها علامة مضيئة في مسيرة المشروع.
ولم تقتصر مبادرات «غرس الآخرة» على الخارج، بل امتدت أثره داخلياً حيث ساهم المشروع في دعم وقفي خورفكان الثاني وبناية الذيد ليكونا رافداً وقفياً يرفد موارد الجمعية ويضمن استدامة تمويل مشاريعها الخيرية مستقبلاً، كما ساهم المشروع في إنشاء ست مبانٍ وقفية في الهند وبنجلاديش وكينيا، جاء ذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية، وبإشراف من مكاتب الجمعية الإقليمية، وهو ما يجعل من نتائجه صدقة جارية تستمر آثارها عبر الأجيال.