رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الخزعة السائلة: اختبار مبتكر للكشف عن السرطان

شارك

افتتح المؤتمر السنوي السادس لجمعية الإمارات للأورام في دبي أمس، ليكشف عن مجموعة من أحدث الاستراتيجيات في العلاجات الجينية والمناعية التي تعيد رسم ملامح الطب الحديث وتحوّل الرؤية التقليدية لعلاج السرطان من مجرد استهداف الخلايا بالعلاج الكيماوي أو الإشعاعي إلى معالجة جذرية على المستوى الجيني والمناعي.

أعلن المؤتمر، الذي يشارك فيه أكثر من 700 متخصص في مجال الأورام والباحثين والمتخصصين من 20 دولة، عن ابتكارات حديثة تتركّز حول استهداف الجينات غير القابلة للعلاج وتؤكد أن الجينات كانت لعقود تمثل تحدياً بسبب نقص أدوية فعالة تؤثر عليها، مع الإشارة إلى التطورات الحديثة في تقنيات تعديل الجينات.

ولفتوا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي التحليلي فتح الباب أمام تصميم أدوية جديدة أو تطوير علاجات خلوية تستهدف هذه الجينات بدقة، وهو يمثل إنجازاً قد يغيّر مسار علاج أنواع من السرطان ذات التكهن السيئ، مثل سرطان البنكرياس وسرطان الرئة صغير الخلايا.

كما أُعلن في المؤتمر عن الاختبارات الدموية للكشف المبكر عن السرطان، أو ما تُعرف بالخزعة السائلة، وهذه التقنية تقوم على تحليل عينات دم للكشف عن الحمض النووي الحر للأورام أو مؤشرات بروتينية دقيقة. وقال المختصون إن هذه المقاربة تمثل ثورة حقيقية لأنها تقلل الحاجة إلى الخزعات الجراحية المعقدة، وتتيح مراقبة تطور المرض واستجابة المريض للعلاج بشكل دوري، إضافة إلى المساعدة في اكتشاف السرطان في مراحله الأولى حيث تكون فرص الشفاء أعلى.

وذكروا أن تجارب سريرية واسعة تُجرى حالياً على اختبارات متعددة قد تغيّر مستقبل برامج الفحص المبكر. إلى جانب ذلك، عُرضت تقنيات جديدة تُستخدم كأدوات واعدة في مجال الطب الشخصي، وتقوم على تحليل البصمة الجينية والبيولوجية لكل مريض، مما يمكّن الفريق الطبي من تصميم خطة علاجية دقيقة تراعي الخصائص الجينية للفرد. كما أشار المتحدثون خلال اليوم الأول للمؤتمر إلى دور الذكاء الاصطناعي في تحليل ملايين البيانات الجينومية والسريرية.

الخريطة الشخصية والطريق نحو الطب الشخصي

وانطلقت في دبي أمس فعاليات المؤتمر السنوي السادس لجمعية الإمارات للأورام لمناقشة أحدث ما توصّل إليه الطب في تشخيص وعلاج السرطان وتعزيز التعاون البحثي والعلمي في هذا التخصص الحيوي. يضم المؤتمر 120 متحدثاً و50 جلسة علمية، وتتضمن فعالياته على مدى يومين جلسة ترأسها وزارة الصحة ووقاية المجتمع ركزت على دور الفرق الطبية متعددة التخصصات في الدولة، حيث تحدثت الدكتورة بثينة بن بليلة، رئيسة قسم الأمراض غير السارية والصحة النفسية في الوزارة، عن معايير تشكيل اللجنة الطبية متعددة التخصصات لتقييم حالات السرطان.

ريادة الإمارات وتطلعات المؤتمر

قال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام ورئيس المؤتمر: «نعتز بانعقاد الدورة السادسة من مؤتمر الجمعية الإماراتية للأورام، الذي بات منصة علمية إقليمية تجمع الخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث ما توصل إليه الطب في مكافحة السرطان».

مقالات ذات صلة