الامارات نيوز – حسام لبش
ضمن فعاليات منتدى أصيلة اقام الفنان السوري خالد الساعي معرضه تحت عنوان “جناح الزرقة”، في احتفاء بتجربة فنية مميزة تمزج بين الحروفية وتقنية الكولاج في لغة تشكيلية حديثة تنبع من المخيلة والعلاقة المتجذّرة بالكلمة والصورة.
المعرض يقدّم مسارًا فنّيًا يقوم على توظيف الحرف العربي في تراكيب بصرية تتناغم مع الصور في وحدة متكاملة، ما يفتح آفاقًا جديدة للتعبير التشكيلي العربي المعاصر. ويرى النقاد أن أعمال الساعي ترتقي بالحرف إلى مستوى الصورة، وتحوّله إلى لغة بصرية تحمل أبعادًا فلسفية وجمالية، تعكس تفاعلاً روحيًا مع الفضاء التشكيلي.
وفي كلمة مطوّلة بالمناسبة، قال الفنان خالد الساعي:
> “هذا المعرض في أصيلة ليس محطة عابرة، بل هو لقاء وجداني مع مدينة أحببتها منذ أكثر من ثلاثة عقود. أصيلة بالنسبة لي ليست مجرد مدينة، بل هي فضاء مفتوح على الحلم والإبداع، مدينة تعلّمنا منها أن الثقافة ليست ترفاً، بل هي جوهر الحياة ولغة للتواصل الإنساني.
عندما بدأت التحضير لهذا المشروع، اخترت له في البداية عنوانًا طويلاً هو (أصيلة جناح الزرقة وشرفة المخيلة)، ثم اختصرته، لكنني ما زلت أصرّ على فكرة (شرفة المخيلة)، لأنها تعبّر عن جوهر تجربتي. فالمعرض ليس مجرد لوحات مرسومة، بل هو رحلة داخل المخيلة، واستعادة لعلاقتي الشخصية بهذه المدينة التي احتضنتني ورافقتني في مسيرتي الفنية.
على المستوى التقني، اعتمدت على الحروفية، أي توظيف الحرف العربي في لغة تشكيلية حديثة، لكنني أضفت إليها بعدًا آخر عبر تقنية الكولاج، حيث أدمج بين الصور والكتابة في تركيب بصري واحد. في هذه التجربة، حاولت أن أخلق لغة خاصة بي، لا تُشبه لغة أحد، بل تنبع من مخيّلتي ومن علاقتي المتجذرة بالكلمة وبالصورة في آن واحد.
‘جناح الزرقة’ هو عربون وفاء لمدينة تتنفس فناً، وتشرع أبوابها للإبداع العربي والدولي، وأردته مساحة أمل وإشراق، كما هو زرقة البحر الذي يحيط بهذه المدينة ويمنحها بعدها الإنساني العميق.”
