تشعر بالإحباط عند صعوبة فتح برطمان، وهذا غالبًا ليس علامة خطرة لكن قد يشير إلى ضعف القبضة اليدوية، وهو ما قد يجعل أمور يومية مثل الإمساك بالأشياء أو فتح مقابض الأبواب أو تدوير عجلة السيارة أكثر صعوبة.
تُشير أبحاث إلى أن ضعف القبضة قد يؤثر سلبًا على إدراك الدماغ، وربما يرتبط بتراجع القدرات الذهنية مع تقدم العمر.
ما هي قوة القبضة ولماذا هي مهمة؟
تقوي عضلات اليد والساعد القبضة، وهذا يساعدك في أمور مثل الإمساك والرفع والجذب. كما أن شدة القبضة تعكس مدى القوة التي يمكنك استخدامها في ضغط الأشياء أو فرد العجين، وتؤثر أيضًا على مدى قدرتك على الاستمرار في هذه الحركات.
ما هي العلاقة بين قوة القبضة ودماغك؟
إذا واجهت مشكلة في قوة عضلاتك فقد لا تربطها بالدماغ، لكن دراسات حديثة وجدت ارتباطًا بين قوة القبضة والوظائف الإدراكية مثل التفكير والتذكر. شاركت في تجربة أكثر من 190 ألف شخص غير مصاب بالخرف، وكان متوسط أعمارهم نحو 56 عامًا، وأشارت النتائج إلى أن ضعف القبضة في منتصف العمر قد يرتبط بتدهور معرفي قد يظهر بعد نحو عشر سنوات.
خضع المشاركون لاختبارات لقياس قوة القبضة ومهارات حل المشكلات والذاكرة والتفكير المنطقي، إضافة إلى تصوير الدماغ. كان من حصلوا على درجات قبض منخفضة أكثر عرضة لمشاكل معرفية في مراحل لاحقة وظهور علامات تصوير الدماغ المرتبطة بالخرف مقارنة بمن كانت قبضتهم أعلى. وعلى الرغم من أن الدراسة رصدية، إلا أن النتائج تشير إلى احتمال وجود صلة بين ضعف القبضة والتدهور المعرفي.
أحد التفسيرات المحتملة للعلاقة بين ضعف القبضة والتدهور المعرفي هو سوء التواصل بين الدماغ والجهاز العضلي؛ فالعضلات أدوات في يد الجهاز العصبي وتتطلب تنسيقًا عاجلًا ودقيقًا بين الدماغ والعضلات لتنفيذ الحركات المعقدة.
هناك أيضًا دلائل تفيد بأن التنكس العصبي يؤثر في الدوائر المعرفية والحركية في الدماغ، ما قد يعوق إصدار أوامر دقيقة للعضلات ويؤدي إلى تراجع الاستجابة العضلية المتوقعة. في المقابل، قد تفرز العضلات أثناء الانقباض هرمونات وميوكينات تعمل كإشارات للخلايا وتدعم وظائف الدماغ في التعلم والذاكرة وتحسين المزاج، وتنتقل إلى الدماغ فتكون لها آثار وقائية عصبية إذا لم تُستخدم العضلات بشكل فعال.
تشير تجارب واسعة النطاق إلى أن صحة العضلات وقوة القبضة ترتبطان بصحة الدماغ بشكل متبادل، وتطرح فرضيات عن مسارات عصبية مشتركة بين العمليات الحركية والوظائف المعرفية. فقد وجدت دراسة شملت أكثر من 40 ألف شخص في المملكة المتحدة ارتباطات بين قوة القبضة وزيادة حجم المادة الرمادية في مناطق دماغية مرتبطة بتحسن الصحة النفسية، كما أُشير إلى أن من يملكونقبضة أقوى أظهروا قدرة أعلى على معالجة المعلومات بسرعة.
وترتبط نتائج أخرى في مجلة GeroScience بأن القوة الأعلى للقبضة ترتبط بتحسن القدرة على التعلم، بما في ذلك الطلاقة اللفظية لدى رجال تفوق أعمارهم الستين ولا يعانون من الخرف.
طرق زيادة قوة القبضة
إذا كانت قوة القبضة وصحة الدماغ مرتبطتين، فقد تفكر في تحسين القبضة لتعزيز صحة الدماغ، فالجهاز العصبي يخصص جزءًا كبيرًا من قدرات المعالجة للتحكم في اليد بسبب الاعتماد الكبير على يدك في الحركات الدقيقة.
تحسين قوة القبضة ليس بالضرورة صعبًا، وفيما يلي ثلاث نصائح يمكن اتباعها لتعزيز عضلاتك مع دعم اليقظة الذهنية في الوقت نفسه.
النصيحة الأولى: الضغط على كرة
ضغط وإرخاء كرة مطاطية يمكن أن يساعد في تقوية عضلات اليد والساعد والأصابع، كما يمكن أن يحسن الذاكرة العاملة. جرّب الضغط على الكرة مرتين يوميًا لمدة 10 دقائق على الأقل لكل يد.
النصيحة الثانية: تمارين المقاومة
تمارين المقاومة تقوّي العضلات عبر العمل ضد مقاومة، مثل رفع الأثقال واستخدام أشرطة المقاومة وتمارين تحمل الوزن كالقرفصاء والضغط. تعتبر تمارين البيلاتس واليوغا، وحتى بعض الأعمال البستنة، جزءًا من تمارين المقاومة. توصي CDC بأن يمارس كبار السن 65 عامًا فما فوق التمارين القوة مرتين أسبوعيًا على الأقل، إضافة إلى 150 دقيقة من نشاط هوائي معتدل أسبوعيًا وتدريبات توازن كوقوف على قدم واحدة.
النصيحة الثالثة: تدريبات القبضة/الدماغ
الأنشطة التي تجمع بين الإدراك والمهارات الحركية تساعد على تشغيل الدماغ واليدين معًا، مثل إكمال لغز الصور المقطوعة الصعبة أو اتباع وصفة تتطلب استخدام اليدين كالثوم المفروم أو عجن العجين.