شبكة رصد الروائح في أبوظبي
أكملت هيئة البيئة – أبوظبي تركيب 50 جهاز استشعار موزّعة في مختلف أنحاء الإمارة لرصد الروائح المزعجة، بهدف مراقبة جودة الهواء والحد من أي تأثير سلبي لهذه الروائح على السكان والبيئة.
وتشكّل هذه الأجهزة قاعدة أساسية لأول شبكة لرصد الروائح في المنطقة لمتابعة نقاء الهواء من خلال الرصد المباشر والمستمر للملوثات المسببة للروائح، وتوفّر بيانات دقيقة آنية حول مستويات الانبعاثات، بما يتيح سرعة الاستجابة للشكاوى وتحديد مصادر الروائح في وقت قصير.
وتعتمد الشبكة على أحدث تقنيات الاستشعار عن بُعد والنمذجة البيئية المعترف بها دولياً لتقدير انتشار الروائح والتنبؤ بمستويات تأثيرها على المناطق السكنية. وتُعدُّ هذه الخطوة محورية نحو تطوير استراتيجية شاملة لإدارة الروائح المزعجة في أبوظبي، وضمان بيئة صحية وآمنة تعزز جودة حياة جميع أفراد المجتمع.
ويتضمن المشروع متعدد المراحل، والذي يمتد لخمس سنوات، مجموعة من الأنشطة التي تركز على جميع المصادر المحتملة للروائح المزعجة في إمارة أبوظبي لضمان عدم تأثيرها سلباً على البيئة المحيطة بها، كما ستكون الشبكة أداة للكشف المبكر والاستجابة السريعة لانبعاثات الروائح التي تسبّب الإزعاج لسكان الإمارة.
وتركّز الهيئة على رصد أهم الملوثات الهوائية المحيطة التي تسبب روائح مزعجة بشكل مستمر، لتعزيز المعرفة بمستويات هذه الملوثات عندما تصل إلى حد يسبب الإزعاج للسكان.
المحطتان المتنقلتان والمختبر المعتمد
وكجزء من المشروع شرعت الهيئة بتشغيل محطتين متنقلتين مخصّصتين لمراقبة الروائح المزعجة، مجهّزتين بأجهزة تحليل مرجعية متطورة تتوافق مع المعايير الدولية، وتُستخدم للتحقق من أي شكاوى من الروائح بأسرع وقت ممكن، كما سيتم استخدام المحطتين في الدراسات الفنية المتخصّصة حول مستويات الروائح ودرجة تأثيرها عند الحاجة الفنية إليها.
كما ستنشئ الهيئة مختبراً فريداً من نوعه ومعتمداً دولياً لقياس الروائح والغازات في إمارة أبوظبي، وسيتم استخدام نتائجه في تحديد أماكن نشر أجهزة الرصد والاستشعار عن بُعد مستقبلاً، بهدف مساعدة الهيئة في تقييم امتثال المنشآت للوائح والقوانين البيئية، ومساعدتهم في تحديد أولوياتهم في التحكم في الروائح بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة.
إرشادات فنية وإدارة الروائح
في إطار سعيها لتطوير وتنفيذ نظام لتقييم الروائح، طوّرت الهيئة مجموعة من المعايير الفنية للروائح المزعجة لمساعدة خبرائها على فهم مستويات ودرجة تأثير هذه الروائح التي من المحتمل أن تتسبّب في إزعاج الجمهور، وهو جانب مهم من جوانب العملية للمساعدة في تنظيم العمليات الحالية وخطط التنمية المستقبلية وتخطيط استخدام الأراضي لمشاريع التنمية الجديدة.
وستدعم الهيئة عملية إدارة الروائح من خلال إصدار إرشادات فنية للمنشآت بشأن تطوير خطط لإدارة الروائح فيها، وسيتم ربط أي إرشادات فنية مستقبلية بأفضل الممارسات الفنية المعترف بها دولياً وبما يتناسب مع حجم انبعاثات هذه المنشآت.
وتستجيب هيئة البيئة – أبوظبي لشكاوى الروائح المزعجة من خلال استخدام أجهزة محمولة لمراقبة الروائح والتحقق من تركيزاتها، بالإضافة إلى استخدام محطة متنقلة لقياس جودة الهواء تقيس بشكل مستمر جميع ملوثات الهواء المحيط وعناصر الأرصاد الجوية مثل الحرارة وسرعة الرياح واتجاهها. كما توفر تقنيات الرصد والقياس المختلفة التي تستخدمها الهيئة حالياً بيانات ومعلومات قيمة حول نوعية الملوثات وطبيعة الغازات التي تتسبب بالروائح المزعجة، بالإضافة إلى درجة تركيزها ومصادرها وكيفية تشتتها في الهواء المحيط. وعند تحديد النشاط المسبب للروائح المزعجة يقوم فريق الامتثال والإنفاذ بالاستجابة، من خلال زيارة المنشأة المتسببة بها، والعمل معها لاتخاذ الإجراء المناسب لمعرفة أسبابها والتخلص منها بشكل جذري أو تنفيذ التدابير المناسبة للتخفيف منها بالشكل الملائم.