ارتفاع الكوليسترول وآثاره على القلب
يتزايد معدل انتشار ارتفاع الكوليسترول في الدم بين الشباب مع وجود عوامل نمط الحياة والوراثة. وتشير بيانات فحص صحّي لآلاف الموظفين إلى أن نحو 38% يعانون ارتفاع الكوليسترول، وتُسجّل أعلى النسب بين المهنيين في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، بينما يظهر الشباب إشارات تحذيرية مثل الخمول ونوم غير المنتظم وارتفاع مؤشرات التوتر.
يرتبط ارتفاع الكوليسترول عادةً بارتفاع مستوى LDL وهو الكوليسترول “الضار”، ما يزيد احتمالية تكون اللويحات في الشرايين وتصلّبها، وهذا يشكل خطرًا رئيسيًا لأمراض القلب والأوعية الدموية.
تؤدي تراكم اللويحات إلى تضيق الشرايين وتعيق تدفق الدم، مما يرفع احتمال حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية، وفق مصادر طبية.
تظهر البيانات أن ظهور أمراض القلب ليس محصورًا في كبار السن، فبينما تسجل أواخر الأربعينيات والخمسينيات أعلى نسبة إصابة موثقة، يثير القلق ظهورها مبكرًا لدى جيل الألفية بسبب نمط الحياة والتاريخ العائلي.
قد يصاب بعض البالغين الأصغر سنًا بفرط كوليسترول الدم العائلي وهو حالة وراثية ترفع المستويات بشكل خطير، لذا يوصى بإجراء فحص دقيق واتخاذ إجراءات وقائية مبكرة.
أسباب ارتفاع الكوليسترول
يرتبط ارتفاع الكوليسترول بنمط حياة يفتقر للنشاط البدني ويعتمد على الخمول في كثير من الأعمال اليومية.
تسهم العادات الغذائية الغنية بالدهون المشبعة والمنتجات الحيوانية في رفع LDL ونقص HDL، مما يساهم في زيادة مخاطر القلب والدماغ.
تؤثر العادات اليومية مثل النوم غير المنتظم والتوتر المستمر في مستويات الدهون وارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات.
يسهم وجود تاريخ عائلي للإصابة المبكرة في زيادة الخطر، خصوصًا لدى من لديهم فرط كوليسترول الدم العائلي أو تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض القلبية مبكرًا.
نصائح للحفاظ على مستويات كوليسترول صحية
ابدأ بتناول الطعام الصحي من خلال تقليل الأطعمة المقلية والمصنعة والوجبات السريعة، والحد من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان عالية الدسم.
اختر الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات، واستخدم زيوت صحية مثل زيت الزيتون والخردل والفول السوداني.
مارس الرياضة بانتظام لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من نشاط معتدل، أو 75 دقيقة من نشاط قوي، مع أداء تدريبات القوة لمجموعات العضلات الكبيرة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.
انقص الوزن، فحتى حدوث بسيط في فقدان الوزن يساهم في خفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم.
تجنب التدخين لما له من أثر سلبي مباشر على مستويات الكوليسترول وصحة القلب.
راقب فحوصاتك الطبية وتابع قياس الكوليسترول بشكل منتظم كل 6-12 شهرًا إذا كان مرتفعًا بالفعل، وكن منتبهًا لضغط الدم، وسكر الدم، وحجم الخصر؛ فهذه العوامل جميعها مرتبطة بمخاطر القلب.
عندما لا يكون النمط الحياتي كافيًا
استمر ارتفاع LDL رغم اتباع النظام الصحي وممارسة الرياضة، فهذه الحالة قد تستلزم اللجوء إلى أدوية خفض الدهون مثل الستاتينات أو بدائلها وفق توجيهات الطبيب.
تفرض الحاجة أحيانًا اللجوء إلى أدوية أخرى في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة المبكرة أو فشل النمط الحياتي في خفض LDL بشكل كاف.
عادات صحية أخرى للقلب
احرص على النوم لمدة 7-8 ساعات ليلاً كي يدعم التوازن الهرموني وصحة الأوعية الدموية.
سيطر على التوتر بممارسة اليوغا أو التأمل أو اليقظة الذهنية، فهي تساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر القلب.
عالج المشاكل الصحية النفسية مثل الاكتئاب والقلق لأنها قد تؤثر على صحة القلب وتزيد من مخاطر الأمراض المرتبطة به.
