رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

نصيحة واحدة تساهم في الحفاظ على صحتك بعد بلوغ سن الأربعين

شارك

تظهر الإشارات الأولى أن الكثير من الأمور قد تغيّرت بالفعل مع بلوغ الأربعين، فتصير الهرمونات في حالة تبدّل وتقل مستويات الطاقة تدريجيًا وتصبح القرارات اليومية أكثر تأثيرًا على صحتنا على المدى الطويل.

يؤكد خبراء الصحة العامة أن سر الشيخوخة الصحية لا يكمن في خطط صارمة أو تقنيات معقّدة، بل في عادات يومية بسيطة غالبًا ما نغفلها، وتظل النوم حجر الزاوية في الصحة السليمة بعد الأربعين.

وتؤكد الدكتورة ريم حسن، كبيرة المسئولين الطبيين في فيستا هيلث وهي طبيبة عامة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، أن النوم هو العامل الأكثر إهمالاً رغم كونه أساسيًا للصحة، إذ إنه ضروري لصحة الدماغ والحماية الإدراكية خصوصًا مع ازدياد مخاطر الخرف ومرض الزهايمر.

تشير الأبحاث إلى أن متوسط ساعات نوم البالغين في منتصف العمر لا يتجاوز نحو 6.5 ساعات ليلاً، وهو أقل من المدى الموصى به الذي يتراوح بين 7 و9 ساعات.

النوم المتواصل ونظافة النوم

وتفيد الدراسات بأن الحصول على سبعة إلى ثمانية ساعات من النوم المتواصل يوميًا يمثل مفتاحًا أساسيًا للحماية الصحية، كما أن ما يُعرف بنظافة النوم، أي توفر بيئة مريحة وروتين يومي يساعد على النوم العميق والمتواصل، يظل جانبًا يغفله كثيرون.

ما الذي تفعله قلة النوم بالجسم؟

النوم ليس مجرد راحة بل آلية بيولوجية تنظف الدماغ من الفضلات وتعيد النشاط، وتبيّن الأدلة أن النوم أقل من ست ساعات يوميًا يزيد احتمال الإصابة بالخرف بنحو 30% مقارنة بمن ينامون 7–8 ساعات.

كما يمتد تأثير قلة النوم إلى أجهزة أخرى في الجسم، فترتفع احتمالات أمراض القلب والأوعية الدموية بنحو 48% وتزداد احتمالية حدوث السكتة الدماغية بنحو 15%، كما يتأثر التمثيل الغذائي للجلوكوز ما يرفع احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنحو 28%، إضافة إلى تضعف كفاءة جهاز المناعة في مواجهة الأمراض.

كيف تحسن نظافة النوم لديك؟

بحسب الدكتورة ريم حسن، ليس الحل إجراء تغييرات جذرية فجأة، بل اعتماد عادات بسيطة يمكن الحفاظ عليها على المدى الطويل.

التزم بروتينًا ثابتًا للنوم والاستيقاظ في نفس التوقيت يوميًا، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع، فالنوم لساعات إضافية في الإجازة لا يعوّض نقص النوم في أيام العمل.

تهيئة بيئة مناسبة للنوم مهمة، فالغرفة الباردة والمظلمة والهادئة تعزز النوم العميق، ويمكن استخدام ستائر معتمة وأقنعة للعين وسدادات أذن عند الحاجة.

تجنب الشاشات قبل النوم، فالضوء الأزرق من الهواتف والتلفاز يثبط إفراز الميلاتونين ويعطل النوم، لذا يوصى بإطفاء الأجهزة قبل ساعة على الأقل من وقت النوم.

عدم تناول وجبات ثقيلة ليلًا يساعد على النوم بشكل أفضل، ويفضل فاصلًا من ساعتين إلى ثلاث ساعات بين آخر وجبة ووقت النوم.

التعرض لضوء الصباح الطبيعي مهم أيضًا، فشمس الصباح ت_reset الساعة البيولوجية وتدعم الإيقاع اليومي للجسم.

مع بلوغ الأربعين، يصبح النوم الجيد ضرورة بيولوجية لحماية الدماغ والقلب والجسم ككل، وليس مجرد رفاهية.

مقالات ذات صلة