يرصد الأهل صداعاً متكرراً عند بعض الأطفال يلازمهم لساعات أو أيام، وقد يؤثر في تركيزهم وفي نشاطاتهم اليومية. بينما يعتقد البعض أن الصداع مجرد تعب أو قلة نوم، فإن نسبة من الأطفال تعاني من الصداع النصفي، وهو اضطراب عصبي قد يبدأ قبل سن العاشرة ويؤثر في المسار الدراسي والاجتماعي للطفل.
يؤكد فهم طبيعة الصداع النصفي عند الأطفال على وجود وعي خاص، إذ يختلف عن الكبار في الأعراض والتعبير، فهو ليس مرضاً نادراً ولكنه يحتاج إلى رعاية دقيقة. التشخيص المبكر، وتعاون الأسرة مع الأطباء، والالتزام بعادات صحية من جانب الطفل تساهم في تقليل المعاناة وتمكينه من متابعة حياته بشكل طبيعي.
الأعراض التي قد تُربك الأهل
قد يظهر الصداع النصفي كألم ضاغط أو نابض في جانبي الرأس، غالباً مع غثيان وفقدان للشهية وحساسية عالية للضوء والصوت. يفضل بعض الأطفال الاستلقاء في الظلام والهدوء حين تصيبهم النوبة، كما قد يظهر عليهم تعب شديد أو تقلب المزاج قبل بدء النوبة بساعات.
لماذا يحدث الصداع النصفي في هذه السن؟
السبب الدقيق غير مفهوم تماماً، لكن تشير النظريات الحديثة إلى أن أدمغة هؤلاء الأطفال تتفاعل بشكل مفرط مع محفزات بيئية أو جسدية. قد تكون المحفزات بسيطة مثل تخطي وجبة أو التوتر المدرسي، كما تلعب العوامل الوراثية دوراً في زيادة الخطر.
دور الوقاية في إدارة الحالة
من أهم ما يمكن فعله متابعة المحفزات قبل بدء النوبة وتدوينها في دفتر ملاحظات لمعرفة ما يثيرها وتجنبها قدر الإمكان. إلى جانب ذلك، المحافظة على عادات صحية كالنوم المبكر والوجبات المنتظمة وشرب الماء وممارسة التمارين تقلل من شدة وتكرار النوبات.
طرق المساعدة وقت النوبة
عند بدء النوبة، يفضل وضع الطفل في مكان هادئ ومظلم مع وضع كمادات باردة على الرأس، ويمكن في بعض الحالات استخدام مسكنات آمنة بجرعات محددة تحت إشراف الطبيب. ولكن الحذر من الإفراط في استخدامها حتى لا تتحول النوبة إلى نمط مزمن بسبب الأدوية نفسها.
خيارات طبية متقدمة
في الحالات التي لا تستجيب للتدابير البسيطة، قد يصف الطبيب أدوية مثل التريبتانات وهي آمنة للأطفال ابتداءً من عمر ست سنوات. كما يلجأ بعض الأطباء إلى خطط علاج وقائية إذا تكررت النوبات بشكل يعوق الدراسة أو الحياة الطبيعية.
متى يجب القلق؟
هناك إشارات إنذارية تتطلب مراجعة الطوارئ مثل وجود صداع مصحوب بتقيؤ مستمر، أو تيبس في الرقبة، أو صعوبة في الكلام أو الحركة، إذ قد تشير إلى مشكلة صحية أعمق تستدعي تقييمًا عاجلاً.