تعزز دولة الإمارات حضورها العالمي في ميدان ريادة الأعمال حتى أصبحت الوجهة المفضلة لرواد الأعمال الذين حققوا أحلامهم وأثبتوا نجاحات على أرض الإمارات، مستفيدين من الميزات الاستثمارية، والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والمناطق الصناعية المتعددة، والمظلة القانونية الشاملة، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي الحيوي الذي يربطها بسلاسة مع شتى أنحاء العالم.
الحملة الوطنية الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم
تأتي الحملة الوطنية “الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار “عاصمة رواد الأعمال في العالم” لترسخ مكانة الإمارات كوجهة عالمية لريادة الأعمال عبر مجموعة برامج ومبادرات تدعم الشباب وتمكنهم من تأسيس المشاريع وتحفز الابتكار وتساهم في تنويع الاقتصاد الوطني.
بيئة ريادة الأعمال ومكانة الإمارات العالمية
وتؤمن الإمارات بأهمية قطاع ريادة الأعمال في قيادة التحول نحو اقتصاد المعرفة والتنافسية، مع ارتفاع مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى نحو 63.5% من الناتج المحلي غير النفطي بنهاية النصف الأول من 2022.
وتتصدر الإمارات عالميًا في مؤشرات بيئة ريادة الأعمال وفق تقرير Global Entrepreneurship Monitor 2024/2025، حيث تُصنف ضمن أفضل مكان للمشروعات الصغيرة والمتوسطة من بين 56 اقتصاداً، وتحتل المركز الأول ضمن اقتصاديات الدخل العالي في 11 من أصل 13 مؤشراً ترتبط بالدعم المؤسسي والتمويل والسياسات الحكومية والتعليم، إضافة إلى برامج ريادة الأعمال الحكومية وتوطين البحث والتطوير والبنية التحتية وسهولة الدخول إلى الأسواق.
وفي مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عالميًا في سهولة ممارسة الأعمال، وفق إعلان مؤتمر القوة الناعمة السنوي في لندن.
المنظومة الوطنية والدعم المؤسسي
وإيماناً من الإمارات بأهمية التدريب والتشجيع، جاءت حملة “الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم” بإشراف وزارة الاقتصاد والسياحة وبالتعاون مع أكثر من 50 جهة حكومية وخاصة وحاضنات ومسرّعات أعمال ومؤسسات أكاديمية، لتوفير بيئة شاملة لتمكين الشباب ورواد الأعمال من تأسيس المشاريع الريادية.
المنظومة المحلية وفرص الاستثمار
على الصعيد المحلي، حرصت الإمارات على تطوير منظومة متكاملة لريادة الأعمال اعتماداً على أفضل الممارسات العالمية، وتوفير فرص العمل للشباب، بمشاركة أكثر من 50 جهة حكومية وخاصة وحاضنات ومسرعات وأكاديميات.
وأظهرت نتائج مبادرات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ارتفاع الوعي، حيث أظهر مسح أن 67% من البالغين يعرفون رائد أعمال، و70% يرون فرصاً لإطلاق مشروع محلي، و78% من رواد الأعمال الجدد يعطون الأولوية للأثر الاجتماعي والبيئي، و75% يتوقعون توسيع فرقهم، و80% يخططون لدمج التكنولوجيا في أعمالهم، و78% يسعون لبناء ثروة، و55% يخدمون عملاء خارج الإمارات.
جذب الاستثمار العالمي والدعم الدولي
أما في ميدان جذب الاستثمار العالمي للمواهب ورواد الأعمال، فقد أطلقت الإمارات مبادرات مثل “100 شركة من المستقبل” و”إنفستوبيا” لتشجيع إقامة مشاريع ناشئة ومبتكرة في قطاعات الاقتصاد الجديد والمستدام، وتوفير بيئة حاضنة للمواهب العالمية. كما تعمل 16 جهة حكومية على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومساعدتها في الوصول إلى الأسواق العالمية، وبذلك تصبح الإمارات بيئة حاضنة لنمو شركات اليونيكورن وتحتل المرتبة 17 عالميًا في هذا المجال.
الإطار التنظيمي والبنية الداعمة للنمو
وتستند الإمارات في ريادتها إلى تبسيط الإجراءات الحكومية وتقليل البيروقراطية وتوفير حوافز ضريبية وتمويلية وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى برامج المسرعات مثل دبي المستقبل ومسرعات أبوظبي التي تهدف إلى دعم رواد الأعمال وتوفير التمويل والخبرات اللازمة.
وتوفر الإمارات منظومة تشريعية متكاملة تدعم ريادة الأعمال بما في ذلك ضمان 100% ملكية أجنبية للشركات، وتوفير أكثر من 2000 نشاط اقتصادي مع عوائد تصل إلى 100%، إضافة إلى أكثر من 10 برامج حكومية رئيسة، بجانب بنية تحتية متطورة من موانئ ومطارات وشبكات مناطق اقتصادية حرة ومجمعات صناعية وخدمات تأسيس شركات في مدد زمنية قياسية، وتقديم إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المواهب لمدة تصل إلى 10 سنوات، مع نظام مصرفي قوي وسيولة عالية ودعم حكومي للمصرف وعدم وجود قيود على تحويل العملات الأجنبية.
وتواصل بيئة ريادة الأعمال في دولة الإمارات زخمها عالميًا، مدفوعة بسياسات داعمة للممارسة الاقتصادية ومبادرات حكومية ومناخ استثماري تنافسي، إضافة إلى ضخ الدولة 8.7 مليار درهم لتعزيز الابتكار ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن مبادرات “مشاريع الخمسين”.
ولا تقتصر الرؤية على الحاضر، بل تسعى الإمارات إلى رفع فرص نجاح رواد الأعمال من نحو 30% إلى 50% خلال العقد القادم بما يتوافق مع منظومتها الجديدة لريادة الأعمال، ما يعزز ثقافة الابتكار ويدعم تأسيس المشاريع ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة ووصولها إلى العالمية من الإمارات.