تؤكد تقارير منصات الاستماع الإقليمية والدولية أن نسبة البرامج الصوتية التي تقودها نساء عربيات في نمو مطّرد، خاصة في مجالات الصحة النفسية، ريادة الأعمال، التعليم، وقصص النجاح الإنسانية. وتؤكد أن المرأة لا تعيش لحظة عابرة في هذا القطاع، بل هي بصدد كتابة فصل جديد في تاريخ الإعلام الرقمي. ويتوقع خبراء الإعلام أن تشهد السنوات المقبلة توسعاً أكبر في شبكات البودكاست النسائية، بحيث تتحول من جهود فردية إلى مؤسسات صغيرة تدير إنتاجاً احترافياً يوازي المنصات العالمية. هذا التوجه يعزز مكانة المرأة العربية ليس فقط كصانعة محتوى، بل أيضاً كمنتجة، ومؤثرة، وفاعلة في صناعة الاقتصاد الإبداعي.
تجربة غنية
أكدت الفائزات بجائزة البودكاست العربي في النسخة الخامسة من دبي بودفست 2025 وعدد من المشاركات أن المستقبل يحمل فرصاً واسعة للمرأة العربية في مجال البودكاست، لأنها تمتلك أربعة مقومات أساسية وهي: التجربة الإنسانية الغنية، القدرة على بناء الثقة مع المستمع، والقدرة على تحويل التحديات الشخصية إلى رسائل جماعية ملهمة، إضافة إلى طرح مواضيع تمس قضايا بنات جنسها.
تقول حسناء بلممالك، مديرة شركة صناعة المحتوى خلال وجودها في النسخة الخامسة من دبي بودفست 2025، إن هناك نماذج ناجحة للمرأة في هذا المجال أثبتت وجوده بدعم نادي دبي للصحافة.
وتقول تهاني زحيمان، الفائزة بالمركز الثاني في فئة البرودكاست الفردي، إن التمويل يشكل تحدياً أمام الصناعة أمام المرأة، لكن الدعم الذي يقدمه نادي دبي للصحافة يسهم كثيراً في تعزيز صوت المرأة ويمنحها مساحة أوسع في هذا المجال.
وأشارت إلى أنها تقدم محتوى ثقافياً سياحياً يسلط الضوء على مناطق الخليج، مثل منطقة الرمس في رأس الخيمة، ويضم مداخلات حية من الأهالي في هذه المناطق.
وأوضحت نادين حيدري، صانعة محتوى، أن سوق الإعلانات الرقمية في المنطقة بدأ ينفتح على البودكاست، وهو ما يمنح المرأة العربية فرصة لامتلاك مشاريعها الإعلامية الخاصة وتوسيع نطاق تأثيرها ليصل إلى جمهور عالمي.
مساحات أرحب
وأضافت أن المرأة العربية ليست فقط صوتاً مسموعاً في عالم البودكاست، بل تعد شريكاً رئيسياً في صياغة الخطاب الإعلامي الجديد وبناء مجتمع أكثر وعياً وتنوعاً، مشيرة إلى أنها تمكنت من مناقشة قضايا بنات جنسها في مساحات أرحب من الإعلام التقليدي عبر البودكاست ما عزز صوتها في هذا المجال.
من جهتها قالت رغد العريش، الفائزة بالمركز الثاني في جائزة البودكاست العربي، إن المرأة العربية في دبي بودفست 2025 أثبتت أنها لم تعد مجرد مستمع أو مشاركة في صناعة البودكاست، بل أصبحت صانعة للتغيير وحاملة لرسالة مؤثرة تقرب المستقبل، مشيرة إلى أن حضور المرأة الإماراتية والعربية أصبح قوة فاعلة في صناعة البودكاست، ليجعل من الميكروفون منصة للوعي والإبداع، ومن الحكاية أداة للتأثير المجتمعي.
وقالت سناء فيلالي، صانعة محتوى، إن حضور المرأة في هذه النسخة جاء مؤشراً على التحول الكبير الذي تشهده صناعة المحتوى في المنطقة، فالمتحدثات والمبدعات والفائزات قدمن صورة حية عن قدرة المرأة على تحويل تجربتها الشخصية والاجتماعية إلى مادة صوتية تثري المستمع وتفتح أمامه مساحات للتأمل والحوار.
وترى ليال أبو سعد أن مشاركة النساء في فضاء البودكاست ليست مجرد حضور رقمي، بل صناعة خطاب مجتمعي جديد يعزز الهوية الثقافية العربية ويدفع نحو حوار أوسع وتنوع في المواضيع.
وقالت إن المرأة تستقطب بنات جنسها إلى البودكاست عبر قضايا التربية والقضايا الحساسة التي ربما لا تجد لها متسعاً في الإعلام الرسمي أو التقليدي.
وأكدت أن صوت المرأة العربية في البودكاست ليس مجرد رسالة تبث، بل نبض يلهم وحكاية تبني وخطوة في طريق إعلام عربي أكثر شمولاً وإبداعاً.
وترى الإعلامية سعاد الشريدي أنه في السنوات الأخيرة شهدت صناعة المحتوى الصوتي في العالم العربي حضوراً متنامياً للمرأة، فلم تعد مجرد مستمعة أو متلقية بل أصبحت صانعة محتوى مؤثرة تنقل رسائلها وقصصها وتجاربها عبر البودكاست. وقالت إن هذا الحضور يعكس رغبة المرأة العربية في اقتحام فضاءات إعلامية جديدة أكثر حرية ومرونة تتيح لها التعبير عن أفكارها وهويتها ومناقشة قضايا مجتمعية وثقافية متنوعة.