رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

قمة الاقتصاد الأخضر تنظم جلسة رفيعة المستوى لمناقشة سبل تعزيز «إعلان طنجة»

شارك

زار معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، رئيس ومؤسس معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس)، جناح الهيئة في ويتيكس 2025، يرافقه معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، وفهد القرقاوي وكيل الوزارة.

سلط معالي الطاير الضوء على أبرز الإنجازات الرائدة للهيئة وأحدث المشاريع والمبادرات المبتكرة التي تنفذها في قطاعات الطاقة النظيفة والمتجددة والمياه والذكاء الاصطناعي والاستدامة البيئية.

وتعرّف إلى أحدث إنجازات مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق نموذج المنتج المستقل للطاقة، وتبلغ قدرته الإنتاجية الحالية 3,860 ميجاوات. ويجري العمل على المرحلة السابعة التي ستضيف قدرة إنتاجية تصل إلى 2,000 ميجاوات من الطاقة الكهروضوئية مع أنظمة تخزين بالبطاريات بسعة 1,400 ميجاوات لمدة 6 ساعات، بما يسهم في رفع القدرة الإجمالية إلى أكثر من 8,000 ميجاوات بحلول عام 2030 (المستهدف الأصلي 5,000 ميجاوات) وخفض 8.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً (المستهدف الأصلي 6.5 ملايين طن سنوياً).

أرقام قياسية

سجلت الهيئة أرقاماً قياسية عالمية في مؤشرات الأداء الرئيسية في مجالات عملها، منها أقل معدل انقطاع الكهرباء لكل مشترك في دبي سنوياً إلى 0.94 دقيقة فقط، وهو الأقل عالمياً، وأقل نسبة فاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء بلغت 2.0% في العام الماضي، وهي أيضاً الأقل على مستوى العالم، وكذلك أقل فاقد في شبكة المياه بلغ 4.5%.

وتطرّق أيضاً إلى شبكة العدادات الذكية للكهرباء والمياه التي وصل عددها إلى نحو 2.4 مليون عداد ضمن الشبكة الذكية للهيئة، وإلى المركز الذكي لشبكة التوزيع الذي يحلل كميات هائلة من البيانات تبلغ نحو 15 مليون وحدة بيانات يومياً، إضافة إلى مبادرة «الشاحن الأخضر» للمركبات الكهربائية التي تضم أكثر من 1500 نقطة شحن في مختلف أنحاء دبي.

وتعرّف أيضاً إلى المشاريع الأخرى لتنويع مصادر الطاقة النظيفة، بما في ذلك مشروع الهيدروجين الأخضر الذي نفذته الهيئة ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى المحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة في حتا بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميجاوات وسعة تخزينية 1,500 ميجاوات ساعة، ومبنى الشراع، المبنى الرئيسي الجديد للهيئة والذي سيكون أكبر وأعلى وأذكى مبنى حكومي إيجابي الطاقة على مستوى العالم، إضافة إلى مشروع محطة حصيان لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي بطاقة إنتاجية تصل إلى 180 مليون جالون يومياً، وهو أول مشروع للهيئة بنظام المنتج المستقل للمياه، وسيرفع القدرة الإجمالية للإمارة إلى نحو 735 مليون جالون يومياً بحلول عام 2030.

خارطة الطريق لإعلان طنجة

افتتح معالي سعيد محمد الطاير جلسة رفيعة المستوى بعنوان «تعزيز إعلان طنجة: خارطة طريق لمدن خالية من الكربون في أفريقيا» وذلك خلال اليوم الثاني من فعاليات الدورة الحادية عشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر.

وقال في كلمته إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعزز الجهود نحو مستقبل أكثر استدامة لنا وللأجيال القادمة، وشرح أن لحظة طنجة التاريخية جمعت قيادات من أفريقيا خلف رؤية مشتركة ترى أن المدن الأفريقية القادرة على النمو هي نموذج عالمي للمرونة المناخية والنمو العادل، وأن إعلان طنجة هو إطار عمل يدمج الحياد الكربوني في التخطيط الحضري ويتيح تنفيذها من خلال 11 مدينة تجربة كمختبرات حية لمسارات إزالة الكربون مع دعم مالي ومشروعات قابلة للتمويل في القطاعات ذات الأولوية مثل الطاقة المتجددة والنقل المستدام وإدارة المياه والنفايات، مع آليات مراقبة وتقييم واضحة ومساءلة وشفافية.

وتابع أن التحديات الحالية تتعلق بدمج إزالة الكربون في الخطط الحضرية المحلية بما يتوافق مع الاستراتيجيات المناخية الوطنية والإقليمية، وبضرورة وجود أدوات مالية مبتكرة مثل السندات الخضراء والتمويل المختلط والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتوفير حجم الاستثمار المطلوب، وهذا ما يجعل دور المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر محورياً في جمع الجهات المعنية وتسهيل تبادل المعرفة وتحفيز الاستثمار.

وأكد أن نجاح الإعلان يتطلب بناء تحالفات تشمل الحكومات وبنوك التنمية والمستثمرين ومؤسسات المجتمع المدني، مع ضمان أن تكون التحول عادلاً وشاملاً اجتماعياً، بما يضمن فرص عمل للشباب والنساء، وأسساً لمراقبة وقياس التقدم، وبناء بنية قارية للتعلم ومشاركة التجارب. واعتبر أن خارطة الطريق تضع حزم مشروعات قابلة للتمويل في مجالات الطاقة المتجددة والتنقل المستدام والإسكان وإدارة المياه والنفايات، مع متابعة التقدم والشفافية والالتزام بالمواعيد، وفتح أبواب التمويل والتكنولوجيا على نطاق واسع لضمان وصول الفوائد إلى جميع المجتمعات، خصوصاً الأكثر ضعفاً.

وأشاد جيمس أوبيو واندايي، وزير الطاقة والبترول في كينيا، بقيمة الاجتماع في وقت حاسم يتطلب الانتقال من الالتزام إلى العمل وتحويل المساهمات المحددة وطنياً إلى نتائج ملموسة تفيد الناس والاقتصادات والأنظمة البيئية، كما لفت عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إلى أن تنظيم المنتدى الإقليمي للاقتصاد الأخضر في طنجة جاء نتاج تعاون بين المنظمة ومجلس جهة طنجة والجهات المعنية في المغرب والإمارات، وإن إعلان طنجة يمثل وثيقة رائدة تجعل الحياد الكربوني في صميم التخطيط الحضري وتلتزم به إحدى عشرة مدينة أفريقية، منها شفشاون، كمختبرات للانتقال المناخي العادل.

تماشياً مع استراتيجية دبي للتنقل الأخضر 2030 وتزايد الاهتمام بالتنقل الأخضر، يواكب ويتيكس 2025 الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية واللوجستيات المرتبطة بالتنقل المستدام، وارتفاع عدد الشركات المشاركة محلياً وعالمياً المتخصصة في تقنيات النقل الأخضر الفردي والجماعي والبري والبحري والجوي. وعبر منطقة التنقل الأخضر يركّز «ويتيكس 2025» على استثمار أحدث ابتكارات الهيدروجين والوقود منخفض الكربون أو الخالي من الكربون وآخر مستجدات الذكاء الاصطناعي لتوفير حلول مبتكرة تشجّع اقتناء المركبات الكهربائية وتطوير البنى التحتية والمشروعات ومحطات الشحن.

وأكّد معالي سعيد محمد الطاير أن «ويتيكس» يساهم في تعزيز التنافسية بين الشركات المتخصصة في هذا القطاع ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للمركبات الكهربائية، مع توسع سوق المركبات الكهربائية في الإمارات وحول العالم، وحرصه على ارتفاع الوعي لدى المستهلكين بأهمية خفض الانبعاثات والفوائد البيئية للمركبات الكهربائية وارتفاع استخدامها.

واستعرضت الهيئة خلال «ويتيكس 2025» مبادرتها «الشاحن الأخضر» للمركبات الكهربائية التي تضم بنياً تحتية متطورة تضم أكثر من 1,500 نقطة شحن، منها محطات طورتها الهيئة ضمن المبادرة وأخرى طورها مشغلو نقاط الشحن المستقلون المرخصون من الهيئة. وتعاونت الهيئة مع مجموعة إينوك لإطلاق محطة إينوك للخدمة المستقبلية في مدينة إكسبو دبي، التي تعد حالياً المحطة الوحيدة في المنطقة التي توفر الوقود الهيدروجيني الأخضر والهيدروكربوني، إضافة إلى محطات الشحن الكهربائي، وتوفر الهيئة الهيدروجين الأخضر من المحطة التجريبية التي نفذتها في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية لاستخدامه كوقود.

مقالات ذات صلة