رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

لأول مرة.. ابتكار كلى يمكن زرعها لأي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه

شارك

كشف فريق من العلماء الأمريكيين عن تطوير كلية متبرعين عالمية يمكن أن تزرع لأي مريض، بغض النظر عن فصيلة الدم، وتستند الفكرة إلى تحويل فصيلة الدم للمتبرع إلى فصيلة الدم العالمية “O”.

كيف تعمل الفكرة

تعتمد الطريقة على استخدام إنزيمات خاصة تزيل المستضدات المسؤولة عن تحديد فصائل الدم من سطح الكلية، وبمجرد إزالتها لا يتعرّف الجهاز المناعي للمريض على العضو كجسم غريب.

جرى اختبار الفكرة عمليًا عبر كلية من متبرع بفصيلة A، ثم تم تحويل فصيلة الدم إلى O باستخدام الإنزيمات، وبعد المعالجة زُرعت الكلية في مريض ميت دماغيًا لاختبار الأداء فعملت بشكل طبيعي لمدة يومين دون أن يرفضها الجسم، وهو ما اعتُبر نجاحًا في المرحلة التجريبية.

لكن في اليوم الثالث لاحظ الفريق أن الجهاز المناعي بدأ مهاجمة العضو بعدما عادت بعض المستضدات تدريجيًا للظهور.

التوضيح والتوقعات المستقبلية

يؤكد العلماء أن هذه التجربة خطوة أولى مهمة، وتثبت إمكانية تحويل فصائل الأعضاء لتصبح مناسبة لأي شخص، مع السعي مستقبلًا إلى جعل التحويل أكثر ثباتًا وشدة التحمل.

وتشكل هذه التطورات أملًا جديدًا لآلاف المرضى حول العالم، خصوصًا في الولايات المتحدة حيث يوجد أكثر من 90 ألف شخص على قوائم انتظار زراعة الكلى، ونصف هؤلاء تقريبًا من فصيلة الدم O، مما يجعلهم أكثر تأخرًا بسبب قلة التوافق.

يرى الخبراء أن وجود كلية من متبرع عام يمكن أن يغير الواقع تمامًا، إذ سيسمح باستخدام أي كلية لأي مريض، ما يقلل فترات الانتظار ويرفع سرعة الزرع ويخفف الضغط على بنوك الأعضاء والسجلات الطبية، كما أن المرضى لن يحتاجوا إلى علاجات مكلفة مثل فصل البلازما أو أدوية تثبيط المناعة عالية الجرعة التي تستخدم حاليًا لجعل الجسم يتقبل الأعضاء غير المتوافقة.

وتشير التطورات إلى أن الفريق أجرى أيضًا اختبارات على الرئتين في بيئات مخبرية، ويأمل أن تمتد الفكرة مستقبلاً إلى القلب والكبد والرئتين لتكون أساسًا لعمليات زراعة الأعضاء.

ويؤكد العلماء أن هذا الإنجاز قد يكون واحدًا من أبرز ابتكارات الطب الحديث إذا استُخدمت النتائج بثبات وأمان، ويأمل الأطباء تثبيت التحويل وتحقيق قدرة الكلى على العمل لفترات طويلة داخل جسم الإنسان دون رفض مناعي، مع تقييم السلامة على المدى الطويل قبل تطبيقه على الزرع الفعلي.

يأمل الأطباء أن يمهد هذا الاكتشاف الطريق إلى مستقبل طبي أكثر أمانًا وتيسيرًا للتبرع بالأعضاء، دون خوف من فصائل الدم أو رفض الأعضاء، ليعيد الأمل للكثيرين الذين ينتظرون دورهم في قوائم الزرع الطويلة.

مقالات ذات صلة