رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

أنشطة ميدانية وأكاديمية في المدارس احتفاءً بالمعلمين

شارك

يوم المعلم العالمي في الإمارات: تقدير واقعي وجهود مميزة

نحتفي اليوم بالمعلمين في يومهم العالمي تقديراً لجهودهم المؤثرة في بناء عقول أجيال المستقبل، وتكتسب الإمارات اليوم بعداً خاصاً لهذا اليوم مع انطلاق فعالياته في المدارس الحكومية والخاصة لتجديد العهد بتقدير المعلم من خلال مبادرات عملية وممارسات واقعية تعكس مكانته ودوره.

وتشهد المدارس فعاليات ميدانية وأكاديمية تؤكد مكانة المعلم ودوره المحوري في تحقيق رؤية الإمارات للمستقبل، فهو العمود الفقري لأي جهد تنموي وتطويري.

ووفق أرقام وزارة التربية والتعليم يبلغ عدد المعلمين في المدارس الحكومية نحو 23 ألفاً ومعلمة، مقابل أكثر من 65 ألفاً في المدارس الخاصة على مستوى الدولة.

بناء الإنسان

وقالت مهرة المطيوعي مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي: نحتفي بصانعي المستقبل الذين يحملون رسالة بناء الإنسان قبل بناء المعرفة، فالمهنة في قلب السياسات الوطنية وتتطلب إعداداً جيداً وتنمية مهنية مستمرة وبيئة عمل عادلة تحفظ كرامة المعلم وتدعم كفاءاته؛ فإعلان سانتياغو 2025 الذي أطلقته اليونسكو يضع إطاراً دولياً لإعادة الاعتبار للمهنة، ويؤكد أن تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة يبدأ بتمكين المعلم من خلال توظيف قائم على الاحتياج والإنصاف وتدريب متجدد وتقدير مهني وتخفيف أعباء إدارية لصالح وقتٍ أوسع للتدريس والتعلّم التعاوني؛ فالمعلم ليس ناقل معرفة فحسب، بل قائد تغيير وصانع أمل، والالتزام بمبادئ الإعلان هو الطريق الأقرب لتعزيز جودة التعليم وتوسيع فرص التعلّم المنصف والشامل لكل طفل.

وقال صلاح خميس الحوسني رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين إن يوم المعلم يمثل فرصة لتجديد العهد بقيم المهنة والعودة إلى جوهرها القائم على تبادل الخبرات وتكامل الجهود، مشيراً إلى أن الجمعية ستنظم احتفالات تُبرز مآثر المعلم ومكانته في المجتمع ودوره في بناء المجتمعات.

ويرى الحوسني أن هذه الفعاليات تسهم في رفع الروح المعنوية للمعلمين وتجعلهم جزءاً من منظومة مهنية متماسكة، كما أن التقدير لا يقتصر على الكلمات بل يظهر في سياسات تحمي حقوقهم وتوفر فرص التطوير، وتستعرض الجمعية أمثلة مدارس نجحت في تعزيز ثقافة التعاون بين الكوادر التدريسية؛ وتؤكد أن مكانة المعلم في الإمارات راسخة، وأن كل مبادرة مجتمعية أو حكومية تصب في هدف واحد هو أن يبقى المعلم محور العملية التعليمية.

وقال حسن سوالمة مدير مدرسة: إن مدرسته أعدت برنامجاً خاصاً للاحتفاء بالمعلمين هذا العام، مضيفاً أن تكريم المعلم ليس حدثاً عابراً بل ممارسة يومية في بيئة عمل عادلة ومحفزة، وأن المعلم يحظى باهتمام من القيادة الرشيدة وتقدير عميق لدوره في بناء أجيال المستقبل وتمكين الشباب الإماراتي من تولي زمام المبادرة ومواصلة مسيرة التنمية.

رسائل شكر

وأكدت التربوية الدكتورة مروة علي رئيسة قسم المواد الوزارية في إحدى المدارس أن المدرسة أطلقت منصة رقمية بعنوان “كلمة لمعلمي” تتيح للطلبة وأولياء الأمور إرسال رسائل شكر وتقدير، وتعرض في القاعات على شاشات ذكية، بهدف تعزيز العلاقة الإنسانية بين المعلم والطالب وإشراك المجتمع في المناسبة العالمية.

وأضافت أن المدرسة ستنظم حلقات نقاش طلابية يقودها الطلبة بعنوان “حين يتعاون المعلمون” تتناول أثر التعاون بين المعلمين على جودة التعليم، وتؤكد أن التقدير يبدأ من إشراك المعلم في اتخاذ القرار وتقدير جهده اليومي، وليس فقط عبر الاحتفالات الرسمية، وهو فرصة لإبراز الجهود التي تُبذل خلف الكواليس والتي تشكل أساس كل إنجاز تعليمي.

وأوضحت التربوية سهيلة أحمد أن يوم المعلم العالمي يذكّر بأن التعليم هو المهنة التي تقوم عليها جميع المهن، وأن المعلم يبقى حجر الأساس في بناء المجتمعات. وأضافت أن الاحتفال ليس مجرد تكريم معنوي بل استثمار استراتيجي في حاضر ومستقبل التعليم.

وأكّدت الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه عبر مبادرات تدريبية نوعية وبرامج وطنية متخصصة، مشددة على أن الاحتفال الحقيقي بالمعلم هو وضعه في قلب السياسات التربوية ومنحه الأدوات التي تمكنه من قيادة التغيير.

مقالات ذات صلة