رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

فاطمة المنصوري.. جدة تزرع القيم في 18 حفيداً

شارك

ولدت فاطمة يوسف المنصوري ونشأت في بيئة محافظة، ولم تكمل بدايات تعليمها حتى وجدت نفسها عروساً في صغرها، وانتقلت من مقاعد الدراسة إلى مسؤوليات الزواج والمنزل.

أصبحت أمًا لخمسة أبناء، أربع بنات وولد، وانشغلت بتربيتهم ورعايتهم في سن مبكرة لم تكن تؤهلها لهذه المسؤوليات الجسيمة، لكنها لم تفقد حلمها وتؤمن بأن التعليم سلاحها في الحياة. قالت: «كنت أشعر دائماً أن التعليم هو سلاحي الحقيقي في الحياة».

رحلة تحدٍ وتعلم مستمر

التحقت بالمدرسة المسائية وهي في خضم مسؤولياتها اليومية، فكان بينها وبين أبنائها توازن دقيق بين إعداد الطعام ومتابعة دروسهم، وبين الذهاب إلى فصولها الدراسية مساءً، ثم تعود في المساء لتكمل واجبات الأمومة وتنهض من جديد في الصباح بنفس العزيمة.

تروي فاطمة أنها كانت تعود من المدرسة حوالي السابعة أو الثامنة مساءً، ثم تجهّز العشاء وترتب شؤون البيت وتجهِّز لليوم التالي. لم يكن الأمر سهلاً، خاصة أنها انفصلت عن والد أبنائي وكان أصغرهم في الرابعة من عمره، لكنها آمنت بأن الله لا يضيع تعب الإنسان. وبالفعل، استطاعت أن تكمل حتى الصف الحادي عشر، قبل أن تمنعها ظروفها الصحية من مواصلة الثانوية العامة.

ومع ذلك، لم تتوقف المسيرة، فبفضل مثابرتها كبر أبناؤها وتخرجوا من الجامعات والتحقوا بوظائف مرموقة تؤكد أن الإرادة تقلب المستحيل إلى واقع.

اليوم، تستذكر فاطمة رحلتها وهي محاطة بأبنائها وأحفادها، وتعبّر بفخر عن عائ tonalها؛ فـ18 حفيداً يملؤون حياتها بفرح وأمل. تقول بابتسامة: «الحمدلله عندي 18 حفيداً، وكل واحد منهم يمثل حلماً جديداً… أراهم امتداداً لرحلتي وأمانة أغرس فيها حب الوطن والوفاء للتراث».

مقالات ذات صلة