تكشف دراسة حديثة في جامعة كاليفورنيا-ديفيس أن نوعًا من الخلايا في البنكرياس يُسمّى خلايا دلتا قد يلعب دورًا محوريًا في حماية الجسم من انخفاض حاد في سكر الدم، وهو وضع يعاني منه كثير من مرضى السكري خصوصاً عند استخدام العلاج بالأنسولين.
تلعب خلايا بيتا دورًا رئيسيًا في خفض السكر لأنها تفرز الأنسولين، بينما تفرز خلايا دلتا هرمون السوماتوستين كإطار فرامل لمنع الإفراط في إفراز الأنسولين، وهذا التوازن الدقيـق يحافظ على مستوى السكر ضمن النطاق الطبيعي.
كشفت الدراسة أن هناك وصلات كهربائية دقيقة تربط خلايا بيتا بخلايا دلتا عبر بروتين كونينكسين 36 تسمح بنقل الإشارات بسرعة وتجهز دلتا لإطلاق السوماتوستين، بما يقلل من احتمال انخفاض السكر بشكل حاد. كما أن بيتا تفرز هرمونًا إضافيًا يُدعى يوروكورتين-3 يعزز استجابة دلتا ويدفعها لإطلاق السوماتوستين بعد نحو ثلاثين ثانية من بدء انخفاض السكر، وهكذا يحصل الجسم على حماية مزدوجة.
تبرز هذه الاكتشافات أهمية فهم طبيعة المنظومة، فحين تعطل هذه الآلية بسبب خلل في خلايا بيتا أو ضعف إشارات يوروكورتين-3 أو روابط الخلايا، يفقد الجسم قدرته على منع انخفاض السكر بشكل سريع ويزداد خطر الإغماء أو الغيبوبة.
تفتح النتائج بابًا لتطوير أدوية جديدة تعزز وظيفة خلايا دلتا أو تقوي الإشارات الكهربائية بينها وبين خلايا بيتا، بهدف إعادة التوازن الهرموني للبنكرياس دون التدخل المباشر في إنتاج الأنسولين أو الجلوكاجون.
تشير النتائج إلى أن إجراء الاختبار على فئران لا يمنع إمكانية تطبيقها لاحقًا على البشر، مع التنبيه إلى ضرورة التعديل المدروس والدقيق في نشاط دلتا لضمان الحفاظ على التوازن الحساس بين خفض ورفع السكر.
يأمل العلماء في تطبيق هذه المفاهيم على البشر مستقبلاً، ما قد يساعد في تقليل الاعتماد على الأنسولين وتحسين نوعية حياة الملايين من مرضى السكري، مع حذر من أن أي تعديل في نشاط خلايا دلتا يجب أن يتم بتدقيق شديد.
