شارك 120 طالباً من إحدى المدارس الحكومية في الدولة في مبادرة تعليمية نوعية حملت عنوان «معجمي من قصتي»، جمعت بين جماليات اللغة العربية وحداثة استخدام الذكاء الاصطناعي لتقدم نموذجاً تعليمياً قائماً على التفاعل، والبحث، والإنتاج اللغوي المبدع.
تربط المبادرة الطلبة بالقصص القرائية، سواء كانت منهجية أو لامنهجية، ثم تحفزهم على استخراج مفردات جديدة أو معقدة، ليبدؤوا بعدها رحلة بحث عن المعاني باستخدام أدوات الذكاء الاصط ai مثل ChatGPT وMeta AI، ويقوم الطلبة بعد ذلك بتوظيف هذه المفردات ضمن جمل وسياقات من تأليفهم، مدعومة بصور تعبيرية يتم توليدها باستخدام تطبيق Magic Media.
معجم رقمي
ومن خلال المبادرة أنجز الطلبة ما يزيد على 280 معجماً رقمياً، يمثل كل واحد منها خلاصة جهد لغوي وتقني يوثق قدرة الطالب على تحليل النص وتفسير المفردات، ثم إعادة توظيفها بصورة إبداعية، كما ساعدت المبادرة في تعزيز الفهم القرائي وربط المعنى بشكل حي وتفاعلي.
وقالت إيمان مصطفى محمد إبراهيم، منسقة المبادرة، إن «معجمي من قصتي» ليست مجرد نشاط لغوي، بل هي رؤية تعليمية متكاملة تعيد تعريف أدوار الطلبة داخل الصف، وأضافت: «أردنا من خلال هذه المبادرة أن نخرج الطالب من دائرة التلقي السلبي، ليصبح مشاركاً فعالاً في عملية التعلم، الطالب هنا لا يبحث عن معنى الكلمة فحسب، بل يفهمها، ويصيغها، ويعبر عنها بصور وسياقات تعبر عن تجربته الخاصة».
وأوضحت أن المبادرة تمثل تحولاً جذرياً في طريقة تدريس اللغة العربية، مشيرة إلى أن دمج تقنيات الذكاء الاصط ai فتح أمام الطلبة آفاقاً جديدة للبحث، وأضافت بُعداً عصرياً ومحبباً لحصص اللغة، خصوصاً مع توظيف الأدوات التقنية المألوفة لدى الجيل الجديد.
رحلة تعلم محفزة
وتبدأ رحلة الطالب في المبادرة باختيار قصة مناسبة، ثم استخراج مفردات جديدة أو غامضة، وبعد ذلك يستخدم أدوات الذكاء الاصط ai للبحث عن معانيها ليستخلص معاني دقيقة وأحياناً متعددة، يختار منها ما يناسب السياق الذي يود استخدام الكلمة فيه، وبعد مرحلة البحث ينتقل الطالب إلى توليد صورة تعبيرية باستخدام تطبيق Magic Media تعكس فهمه الشخصي للكلمة، ثم يكتب جملة إبداعية مستخدماً الكلمة في سياق من اختياره.
تفاعل كبير
ولم تقتصر آثار المبادرة على تعلم المفردات فحسب، بل امتدت إلى تحسين مهارات التعبير الكتابي، وزيادة الثقة بالنفس، وتحفيز الطلبة على التفكير النقدي والتحليلي، كما أظهرت المبادرة أن الطلبة قادرون على استخدام الأدوات التقنية بشكل مسؤول وفعال إذا وُضع في سياق تعليمي هادف.
وقالت إيمان مصطفى: «لاحظنا تطوراً لافتاً في أساليب التعبير عند الطلبة، وازدياداً في جرأتهم على استخدام كلمات جديدة، كما أسهمت الصور التوليدية في تحفيز خيالهم وابتكارهم، وكانت مصدر إلهام لهم في التعبير عن الكلمة بطريقة بصرية وشخصية».
وأضافت: «المعلم هنا لم يعد فقط ناقلاً للمعلومة، بل موجهاً ومرشداً في رحلة تعلم حقيقية، لقد أصبح دور المعلم جزءاً من تجربة تشاركية تؤمن بقدرة الطالب على اكتشاف المعنى بنفسه، وهذا جوهر التحول الذي ننشده في تعليم اللغة العربية».