أكدت وزارة التغير المناخي والبيئة التزام دولة الإمارات الراسخ ببناء مستقبل إيجابي للطبيعة، وذلك خلال سلسلة من المشاركات رفيعة المستوى في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، الذي يُعقد في أبوظبي من 9 إلى 15 أكتوبر 2025.
وخلال كلمتها في اليوم الافتتاحي للمؤتمر أمام حضور يمثل 140 دولة ورؤساء وفود وخبراء بيئة، أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك أن مسؤوليتنا تجاه كوكبنا لم تعد خياراً بل واجب أخلاقي وإنساني، وهذا المبدأ غرسه الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي آمن بأن البشرية والطبيعة شريكان في رحلة الوجود.
وأضافت معاليها أن رؤية دولة الإمارات تتجاوز حدودها، لتعمل كمحرك وداعم للتعاون العالمي والازدهار المشترك. وأننا نعمل على دفع عجلة الحلول القائمة على الطبيعة من خلال «تحالف القرم من أجل المناخ»، ومواجهة التلوث في الأنهار والبحار عبر مبادرة «الأنهار النظيفة»، وتعزيز استدامة الموارد المائية العالمية عبر «مبادرة محمد بن زايد للماء»، إضافة إلى جهوده أخرى مهمة، بما يرسّخ إيمان الإمارات بتوظيف التقدم البشري والتطور التكنولوجي لحماية الطبيعة ورفع رفاه الإنسان.
وشددت على أنَّه كما تغرس الشجرة جذورها في الأرض لتعطي الخير والثمر، تدعو المجتمع الدولي اليوم إلى غرس جذور تعاون عالمي ليثمر أمناً وازدهاراً للبشرية.
شراكات استراتيجية لتعزيز سلامة الغذاء
على هامش المؤتمر، وقع محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، مذكرة تفاهم نيابة عن الوزارة مع سعادة الشيخ فاهم سلطان خالد القاسمي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك لشركة «سي فود سوق»، بهدف التعاون في مشروع SFS Trace، وهو حل متكامل لتتبع سلسلة توريد المنتجات البحرية منذ الصيد وحتى المعالجة والتوزيع.
ورحب النعيمي بالشراكة قائلاً إن الوزارة تتمسك بتطبيق أعلى معايير سلامة الغذاء كأولوية لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وضمان صحة وسلامة السكان، وتعمل على تنظيم السياسات والتشريعات مع شركاء لضمان خضوع جميع المنتجات الغذائية للوائح، وهو ما يعزز الشفافية والرقابة للمستهلكين على ما يتناولونه.
وفي مشاركة أخرى، شاركت هبة عبيد الشحي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع البيولوجي والأحياء المائية، في جلسة نقاش بعنوان «الحوار الإقليمي لتقييم الهدف 3 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: تسريع العمل نحو تحقيق مبادرة 30 × 30 في المنطقة»، مؤكدة التزام الإمارات بالهدف العالمي 30×30 للحفاظ على 30% من المناطق البرية والمياه والسواحل والمناطق البحرية وإدارتها بحلول 2030.
وأوضحت أن المسار نحو تغطية 30% بصورة إيكولوجية ومترابطة يتطلب تقييمًا علميًا دقيقًا والتوسع الاستراتيجي في شبكات المحميات، إضافة إلى تعزيز الترابط بينها، كما أن عضويتنا في «التحالف الطموح العالي من أجل الطبيعة والبشر» تمثل منصة دولية لتبادل أفضل الممارسات والتعاون العالمي.
وأكدت الشحي أن أمامنا خمس سنوات فقط، وتواجه المنطقة تحديات التنمية السريعة وتنافس الاستخدام للأراضي والبحار وتهديدات تغير المناخ، لذا تعتمد الإمارات نهجاً قائماً على العلم وتكنولوجيا مثل الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي لرسم خرائط التنوع البيولوجي، مع إشراك جميع أصحاب المصلحة واستكشاف آليات تمويل مبتكرة.
وقبل انطلاق المؤتمر، شاركت الوزارة بفاعلية في الفعاليات التمهيدية الرئيسية، بما في ذلك «قمة الشباب» و«قمة المحيطات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، حيث ألقت هبة الشحي بيان الإمارات في قمة المحيطات ورحبت بالمشاركين لدفع إدارة المحيطات بشكل مستدام.
وفي قمة الشباب، المنصة الرائدة لصوت الشباب في الحفاظ على الطبيعة، أكّد محمد سعيد النعيمي التزام الإمارات بتمكين الشباب، مذكرًا بأن صوت الشباب كان مسموعاً في مفاوضات COP28 2023، وأن الدولة اليوم توفر لهم منصة لقيادة التغيير، مع الحرص على أن تكون أصواتهم حاضرة في صنع القرار العالمي.
وتبرز مشاركات وزارة التغير المناخي والبيئة الدور القيادي للإمارات في دفع العمل البيئي العالمي، مع التركيز على أهمية التكنولوجيا والشراكات متعددة القطاعات وأطر السياسات المتكاملة، وتمكين الشباب لتحقيق التنمية المستدامة وعالم إيجابي للطبيعة.