في عالمٍ تتسارع فيه الأخبار وتتشابه المنصات، اختارت الإعلامية إيمان خطاب أن تسلك طريقاً مختلفاً، تؤمن فيه بأن جوهر الصحافة لا يزال الإنسان وقصته. من هذا الإيمان وُلد مشروعها الرقمي «ملهم»، الذي لم يكن مجرد فكرة إعلامية جديدة، بل رحلة بحث عن معنى أعمق للتأثير والإلهام. في هذا الحوار الخاص، تتحدث إيمان عن بدايات الفكرة، وعن التحديات التي واجهتها لتجعل من «ملهم» منصة حقيقية تُقدّر القيم قبل الأرقام، وتكشف كيف غيّر هذا المشروع نظرتها للإعلام، ولذاتها أيضاً.
1. عندما أطلقتِ “ملهم”، ما أكثر تحدٍ واجهكِ: الفكرة نفسها أم إقناع الآخرين بها؟
الفكرة لم تكن التحدي لأنني كنت مؤمنة بها من اللحظة الأولى. الصعوبة الحقيقية كانت أن أحوّلها من مجرد تصور على الورق إلى برنامج رقمي متكامل قادر على المنافسة. الشغف وحده لا يكفي، الأصعب هو بناء منظومة إنتاج وتنفيذ تثبت أن المشروع يستحق الاستمرار.
2. ما أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتك الإعلامية؟
لا أحب أن أسميها أخطاء بقدر ما هي دروس. حتى التجارب الصعبة ساعدتني أن أصل إلى ما أنا عليه اليوم، وكل قرار مررت به أضاف لرصيدي المهني بشكل أو بآخر.
3. ما أصعب قرار مهني اتخذته واضطررتِ أن تتحملي تبعاته وحدك؟
أصعب قرار كان أن أخرج من منطقة الراحة وأسلك طريقاً مختلفاً عن المسار التقليدي. القرار كان محفوفاً بالمخاطر لكنه أجبرني أن أطور نفسي بسرعة، وهذا ما صنع هويتي المهنية التي أفتخر بها اليوم.
4. هل تعتقدين أن “ملهم” ألهم الجمهور حقاً، أم أنه ألهمكِ أنتِ أكثر وغيّر نظرتكِ للصحافة والناس؟
“ملهم” ألهم الطرفين. بالنسبة للجمهور، فتح مساحة للقصص الإنسانية الحقيقية، وبالنسبة لي غيّر نظرتي للصحافة نفسها، وأكد لي أنها ليست مجرد نقل خبر بل إعادة اكتشاف علاقتنا بالإنسان وقصته.
5. هل تعتقدين أن الذكاء الاصطناعي يهدد عملكِ أم يضاعف قيمتكِ؟
أعتقد أنه يهدد من يكرر الروتين، لكنه يضاعف قيمة من يعرف كيف يستخدمه. بالنسبة لي هو فرصة لأنه يختصر وقت المهام الميكانيكية ويتركني أركز على الإبداع.
6. ما الشيء الذي فقدته في رحلتك المهنية ولا يمكن أن تسترجعيه مهما كان النجاح؟
ربما الشيء الوحيد هو بعض الوقت الهادئ مع نفسي ومع عائلتي. المهنة سريعة ومليئة بالضغط، وهذا جعلني أقدّر اللحظات البسيطة أكثر من أي إنجاز.
7. هل الحب في حياتك أقوى أم الطموح؟
أرى أن الحب الحقيقي يمنح الطموح معنى، والطموح يضيف للحب استقرار. الاثنين بالنسبة لي يكملان بعضهما، ولا أراهما في صراع.
8. هل سبق أن اخترتِ العمل على حساب علاقة شخصية؟
لا أرى الأمر كخسارة علاقة بسبب العمل، بل كاختبار لها. العلاقة الحقيقية تستطيع أن تعيش مع شغفي وشخصيتي المهنية، لأنها جزء مني لا يمكن أن أفصله.
9. من الشخص الذي لا تسامحينَه أبداً؟
الشخص الذي يتعمد كسر الثقة أو استغلالها. الثقة عندي تُمنح مرة واحدة، وإذا انكسرت لا تعود كما كانت.
10. هل النجاح يشتري السعادة؟
النجاح يفتح أبواباً وموارد أكبر، لكنه لا يشتري السعادة. السعادة تأتي عندما يكون لنجاحك أثر حقيقي ومعنى، وعندما ينعكس بشكل إيجابي على من حولك.
11. لو فقدتِ عملك غداً.. من سيبقى إلى جانبك؟
سيبقى من آمن بي قبل أي منصب أو لقب. هؤلاء هم الامتحان الحقيقي للعلاقات الإنسانية.
12. هل تخافين من الوحدة؟
لا أخاف من الوحدة بحد ذاتها، لكن أخاف أن أكون محاطة بأشخاص خطأ.
13. ما هي إبداعاتك بعيداً عن الإعلام، والتي تؤمنين أنها ستنجح معكِ لو قررتِ خوضها بجدية؟
لدي شغف بالكتابة وبمجال الموضة والرياضة. وأؤمن أنه لو أعطيتها نفس الطاقة التي أعطيتها للإعلام، ستكون مشاريعي المقبلة التي تعيش لسنوات طويلة.