احرص على أن تكون الوقاية المبكرة من السرطان مفتاحًا لإنقاذ الأرواح، فهناك علامات بسيطة قد تخفي أمراضًا خطيرة إذا لم ينتبه إليها الشخص وتجاهلها. يحذر خبراء من وجود علامات صامتة قد تشير إلى الإصابة بالسرطان، ويؤكدون ضرورة الانتباه لأي تغير مستمر أو غير عادي في الجسم وعدم الاستخفاف به، خصوصًا عندما تستمر الأعراض أو تزداد شدتها، فالتشخيص المبكر يمنح فرص الشفاء الأكبر.
تضخم الغدد الليمفاوية
تُعد الغدد الليمفاوية جزءًا من جهاز المناعة وتعمل كإنذار مبكر ضد العدوى، لكن التورم المرتبط بالسرطان يختلف عادة عن الالتهابات. غالبًا لا تكون العقدة مؤلمة وصلبة، وتستمر بالنمو. وتشير دراسة إلى أن نحو 1% فقط من حالات تضخم الغدد الليمفاوية مرتبطة بالسرطان، بينما تعود الغالبية إلى التهابات أو أمراض بسيطة. ومع ذلك، فإن تورم العقدة لأكثر من بوصة واحدة، أو استمراره لأكثر من أسبوعين، أو تزايده السريع يستدعي مراجعة الطبيب وإجراء خزعة للتأكد من السبب.
تغيرات في عادات الأمعاء
يعتمد الجهاز الهضمي على إشارات صحية، وأي اضطراب في نشاط الأمعاء قد يكون مؤشرًا لمشكلة أعمق. أظهرت دراسة عن سرطان القولون والمستقيم دون سن الخمسين أن أكثر من نصف المرضى لاحظوا تغيّرات واضحة في العادات، مثل الإسهال المتكرر أو الإمساك أو الشعور بعدم الإفراغ الكامل. كما أبلغ نصفهم عن نزيف شرجي، واشتكى نحو نصفهم من آلام مزمنة في البطن. ظهور علامتين أو أكثر من هذه الأعراض لمدة تفوق شهرين يستدعي فحوصات متخصصة للكشف عن الأسباب المحتملة.
فقدان الوزن غير المبرر
يُعد فقدان الوزن غير المبرر علامة مهمة، فدراسة طولت ثلاثين عامًا أظهرت أن من يفقدون 10% أو أكثر من وزنهم بدون سبب واضح لديهم زيادة في احتمال الإصابة بالسرطان خلال العام التالي بنحو 37%. ويرتبط فقدان الوزن المفاجئ بسرطانات المعدة أو البنكرياس أو الرئة أو القولون. أي انخفاض كبير في الوزن دون تفسير يستدعي فحصًا طبيًا شاملاً لمعرفة السبب الحقيقي.
السعال المزمن
يُعتبر السعال المستمر لأكثر من ثمانية أسابيع علامة تستحق الانتباه، خاصة إذا لم يكن مرتبطًا بنزلة برد أو حساسية. قد يكون السعال من أبرز الأعراض المبكرة لسرطان الرئة. في دراسة شملت نحو عشرة آلاف مريض بسرطان الرئة، كان السعال المستمر العرض الأول لتشخيص نحو ثلث المرضى. استمرار السعال حتى بعد التعافي من نزلة أو مع العلاج لفترة طويلة يجب أن يثير الحذر، خاصة إذا رافقه ألم في الصدر أو خروج دم مع البلغم أو ضيق في التنفس.
أهمية الفحص المبكر
لا يبدأ السرطان فجأة، بل يرسل إشارات مبكرة يمكن ملاحظتها إذا راقب الإنسان جسده. لذا فإن الفحوص الدورية ومراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غريب هي الوسيلة الأكثر فاعلية لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، حيث تكون فرص الشفاء عالية. تجاهل الأعراض أو الاعتماد على العلاج الذاتي أمر خطير، فالتوعية الصحية والاهتمام بجسدك هما السلاح الأول لمواجهة السرطان وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.