رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

هل تشعر بالانزعاج عند رؤية خلية نحل أو إسفنجة، وماذا تعرف عن فوبيا الثقوب؟

شارك

يعاني بعض الأشخاص من رهاب النخاريب عندما يخشون أو يشعرون بالاشمئزاز من تجمعات من الثقوب أو النقاط الصغيرة، حتى وإن بدت عادية مثل الإسفنج أو فواكه ذات بذور أو صور مزخرفة، لتثير لديهم استجابة قلقية وجسدية يصعب تفسيرها بالعقل.

يصف المصاب عادة مزيجًا من القرف والقلق والاختناق، كما لو أن الجلد يزحف أو ينبض من الداخل، وفي حالات شديدة قد يترافق مع خفقان في القلب، دوخة، غثيان أو نوبات هلع مؤقتة.

لماذا يحدث هذا الرهاب؟

لا يوجد إجماع على أصل الرهاب، فبعض التفسيرات التطورية تقترح أن النفور كان حماية قديمة من كائنات قد تكون خطرة أو مصابة بأمراض جلدية، لأن هذه الأنماط تتشابه بصريًا مع مخاطر محتملة. ونظرية أخرى ترى أن المسألة تتعلق بخلل في المعالجة البصرية في الدماغ، حيث تتداخل مراكز الإدراك مع مراكز العاطفة فيستجيب الدماغ للمحفز كإشارة خطر.

محفزات شائعة

قد تثير الحالة صورًا أو أشياء يومية متعددة مثل خلايا النحل وأقراص العسل، الفقاعات المتجمعة على سطح الصابون، الجبن المثقوب أو الإسفنج، بذور الفواكه مثل الفراولة والرمان، أو مسام الجلد وبصيلات الشعر المكبّرة في الصور. وبعض المصابين يستجيبون حتى لصورة رقمية مصممة بنمط دوري متكرر.

كيف يتم التشخيص؟

لا توجد أداة طبية محددة لتشخيص رهاب النخاريب، وغالبًا ما يتم الاعتماد على الإدراك الذاتي. إذا لاحظ الشخص أن رؤية هذه الأنماط تسبب له ضيقًا ملحوظًا، أو رغبة قوية في تجنّبها، أو تأثيرًا على الأنشطة اليومية، فقد يشير ذلك إلى رهاب يستدعي تقييمًا نفسيًا. يميز الأطباء عادة بين النفور البصري البسيط والرهاب الفعلي بناءً على شدة القلق وتأثيره على جودة الحياة.

خيارات العلاج

لا يوجد علاج حصري لهذه الحالة، لكن العلاجات المستخدمة للرهاب بشكل عام تظهر نتائج إيجابية. منها التعرض التدريجي الذي يهدف إلى تكيّف الدماغ مع المحفز تدريجيًا، بدءًا من صور بسيطة ثم الانتقال تدريجيًا إلى أنماط أكثر صعوبة حتى تقل الاستجابة الانفعالية. كما يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تعديل الأفكار المرتبطة بالمحفز وإعادة بناء الاستجابات. تقنيات الاسترخاء والتحكم في التنفس، مثل التنفس المربّع، يمكن أن تخفف من التوتر أثناء التعرض. كما توجد طريقة EFT التي تدمج الوعي الذهني بالنقر على نقاط معينة أثناء ترديد عبارات مطمئنة. وفي الحالات الشديدة قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مهدئة أو حاصرات بيتا للمساعدة على تقليل الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق، لكنها غالبًا تكون خيارًا مؤقتًا وتكميليًا.

هل يمكن الوقاية من الحالة؟

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من رهاب النخاريب، لكن يمكن إدارة الأعراض عبر نمط حياة يساعد في تقليل القلق العام. مارس التأمل أو اليوغا بانتظام، احرص على النوم الكافي، وتجنب المنبهات الزائدة مثل الكافيين والسهر الطويل. ولا تتردد في التحدث مع مختص نفسي إذا بدأ النفور من الأنماط المتكررة يعوق الحياة اليومية.

المضاعفات المحتملة

إذا لم يُعالج الرهاب قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية أو قلق مزمن، وربما يؤثر سلبًا في العلاقات بسبب تجنّب مواقف بسيطة في الحياة اليومية. لذا يعتبر التدخل المبكر خطوة مهمة لاستعادة التوازن.

مقالات ذات صلة